دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

إلهام أحمد: التفاوض مع دمشق يجب أن يتم تحت رعاية وضمانات دولية، وقسد ستكون ضمن منظومة الجيش السوري مستقبلاً

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – دعوات أطلقها وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، تضمنت التشجيع على إجراء اتصالات مباشرة بين الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا والحكومة السورية، بهدف التوصل إلى اتفاقات بشأن كيفية التعايش معاً في دولة واحدة”، معتبراً أن “العراق مثال جيد يمكن الاستفادة منه”.

وأضاف لافروف، إنه من المهم أن تبدي الادارة الذاتية استقلاليتها واهتمامها بحل كل المسائل العالقة مع الحكومة المركزية”، معربا عن أمله إلى تطبيع العلاقات مع الحكومة.

بالمقابل، أعربت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، عن ترحيبها بالحوار مع الحكومة السورية مجدداً برعاية وضمانة روسية، وأبدت استعدادها للدخول في مفاوضات مباشرة، شريطة مراعاة خصوصية مناطقها وقواتها العسكرية.

وخلال حديث خاص مع رئيسة الهيئة التنفيذية في مجلس سوريا الديمقراطية، إلهام أحمد، طرحت شبكة “أوغاريت بوست” تساؤلات عدة، حول دوافع تصريحات وزير الخارجية الروسي لفتح حوار بين الحكومة السورية والإدارة الذاتية، ولماذا فشلت المحادثات السابقة بين الطرفين وهل هناك عراقيل من جانب التحالف الدولي قد تعيق الحوار المرتقب، وغير ذلك من التساؤلات.

وفيما يلي النص الكامل للحوار الذي أجرته “أوغاريت بوست” مع رئيسة الهيئة التنفيذية في مسد إلهام أحمد:

 

– ماهي دوافع تصريحات وزير الخارجية الروسي لفتح حوار بين الحكومة السورية والإدارة الذاتية، وخاصة في الوقت الحالي ؟

لقد جاءت تصريحات وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، قبل عدة أيام من موعد انعقاد اجتماع ضامني مسار آستانا، ونأمل أن لا يكون الهدف من ذلك هو فقط تعزيز الموقع التفاوضي مع تركيا وإيران الطرفان الشريكان لروسيا في اجتماع آستانا، ونأمل أن يكون لدى لافروف خطة عملية حقيقية للتعامل مع موضوع العلاقة بين الإدارة الذاتية والحكومة المركزية في دمشق، ونعتقد أن روسيا لديها الإمكانية اللازمة لتحقيق التأثير على دمشق، وندعو السيد لافروف والقيادة الروسية لعدم التشكيك برؤية مجلس سوريا الديمقراطية ومشروع الإدارة الذاتية خصوصاً، وأن الإدارة الذاتية أكدت التزامها بوحدة وسيادة سوريا وساهمت بشكل أساسي في مكافحة الإرهاب، وكنا قد التقينا بالسيد سيرغي لافروف في موسكو عقب توقيع مذكرة تفاهم مع حزب الإرادة الشعبية في موسكو وفي تلك المذكرة التي اطلع عليها السيد لافروف وأيدها كنا قد أكدنا على أن الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا ضرورة موضوعية وحاجة مجتمعية متعلقة بظروف البلد وحاجات المنطقة التي أنتجتها الأزمة الراهنة، ومن المهم الاستفادة من تجربة الإدارة الذاتية كشكل من أشكال سلطة الشعب في المناطق، ينبغي تطويرها على المستوى الوطني العام، وفي إطار التوافق بين السوريين، وبما يعزز وحدة الأراضي السورية وسيادة دولتها ونظامها الإداري العام.

– هل هناك شروط مسبقة للإدارة الذاتية في شمال شرقي سوريا لإجراء حوار مع الحكومة ؟

ليست شروط مسبقة ولكن لدينا مشروع نراه مدخلاً للحل ونسعى لإقناع الأطراف بهذا المشروع الذي شارك في إنشائه ووضع أسسه جميع أبناء المنطقة من مختلف مكوناتها القومية والدينية وقدموا تضحيات كبرى في سبيله، وقد كنا واضحين في ذلك فيما يخص مشروع الإدارة الذاتية وأيضاً فيما يتعلق بمنظومة “الجيش السوري” التي يجب أن تكون مؤسسة وطنية عامة ينحصر بها حمل السلاح ولا تتدخل بالسياسة، وينبغي أن تكون قوات سوريا الديمقراطية، التي أسهمت بشكل جدي في الحرب على الإرهاب وما تزال تعمل على تعزيز العيش المشترك منخرطة ضمن هذه المؤسسة على أساس صيغ وآليات يتم التوافق عليها، وهذا ما اعتمدناه أيضاً في المذكرة الموقعة في موسكو.

– ماذا عن المحادثات السابقة التي جرت بين الإدارة الذاتية والحكومة، لماذا فشلت؟

هي كانت بالفعل محادثات ولم ترقَ لمستوى المفاوضات وتعثرت بسبب تعنت “النظام” وإصراره على رفض الحوار وعدم قبوله الاعتراف بالوقائع الجديدة التي تبلورت كنتيجة طبيعية فرضتها الظروف وأصبحت تمثل إرادة جزء كبير من الشعب السوري الذي يحتاج لقوى جديدة تمثل تطلعاته وتحمي حقوقه في سوريا، وباعتقادنا فإن أي حوار أو تفاوض مع حكومة دمشق ينبغي أن تجري تحت رعاية وضمانات دولية.

– هل هناك نقاط مشتركة بين الادارة الذاتية والحكومة السورية، للبناء عليها كقاعدة انطلاق لحوار مستقبلي بين الطرفين؟

في الواقع إن البحث عن المشتركات كان أحد أهداف الحوار مع دمشق، ولو أننا توصلنا لنقاط مشتركة لكان من الممكن البناء على عملية الحوار، لقد كان لدى دمشق شروط لبدء الحوار على سبيل المثال ضرورة الحفاظ على وحدة وسيادة سوريا، وفي الواقع هذا أحد ثوابتنا ايضاً ولكن “حكومة دمشق” لم يكن لديها ما تقدمه من أفكار ورؤى ومشاريع لإعادة إنتاج علاقة المركز بالأطراف، ولذلك لم يكن هناك أي تقدم على هذا الصعيد.

– هل هناك عراقيل من جانب التحالف الدولي قد تعيق الحوار بينكم وبين الحكومة السورية؟

التحالف الدولي مساهم بشكل كبير مع قوات سوريا الديمقراطية في محاربة الإرهاب والتحالف موقفه واضح من جميع الأطراف، ولكن نحن ننطلق من قناعاتنا ومصالح شعبنا ولدينا استقلالية في اتخاذ القرار بدليل أننا لم نرفض الحوار مع دمشق برعاية روسية، و”النظام” يحاول باستمرار إيهام الرأي العام بأن علاقاتنا مع الاطراف الدولية هي المعرقل للحوار إلا أن حقيقة الأمر غير ذلك و”النظام” هو الذي لا يمتلك إرادة ناضجة ومسؤولة للحل.

– لدى مسد نشاطات لتوحيد المعارضة السورية، وجعل مناطق شمال شرق سوريا مركز للمعارضة الداخلية، هل ستستمر هذه المساعي في حال لو نجحت حواراتكم مع الحكومة السورية مستقبلاً؟

إن الأساس في الأمر هو ضرورة توحيد قوى المعارضة الوطنية عبر تبنيها لرؤية موحدة تؤهلها لخوض الحوارات والمفاوضات بشكل موحد، وهذا لو تحقق ونجحنا في إنجازه سيجعل إمكانية تحقيق نتائج من الحوار ممكنة أكثر، وعلى جميع أطراف المعارضة الوطنية الديمقراطية أن تدرك بأننا لن نتمكن من إنجاز أي تقدم بشكل منفرد، وأن الرؤى المشتركة والموحدة ستؤسس لقواعد مختلفة للحوار، ونعتقد بأن المعارضة السورية تأخرت كثيراً في الذهاب نحو هذه الخطوات.

حاورها: يعقوب سليمان