دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

إعلان وقف إطلاق النار في ليبيا .. هل أجبر موقف مصر القوي في البلاد تركيا بالانسحاب ؟

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في خضم التطورات السريعة في الأزمة الليبية، وإعلان حكومة الوفاق المدعومة من تركيا، وقف إطلاق النار في البلاد، إلا أن جهات عدة تشكك في هذا الإعلان، فيما تشير أطراف أخرى إلى أن الموقف المصري، هو السبب وراء انسحاب قوات الوفاق و “الميليشيات والمرتزقة” من محيط سرت، وتغيير أنقرة وطرابلس لاستراتيجياتهم وخططهم في ليبيا.

باحث روسي بارز تحدث عن تغيير في الخطط والاستراتيجيات التركية في ليبيا، حيث قال، بأن موقف القاهرة القوي في ليبيا، أجبر تركيا على الانسحاب، مشيراً إلى أن هذا الموقف هو سبب تغيير استراتيجيات وخطط أنقرة وحكومة الوفاق.

السبب وراء إلغاء هجوم سرت

وتحدث الباحث البارز في “مركز الدراسات العربية والإسلامية وفي معهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية”، بوريس دولجوف، لوكالة “الأنباء الفيدرالية” الروسية، عن سبب تغير خطط حكومة الوفاق.

وقال، “أن السبب الرئيسي لإلغاء الهجوم على سرت هو انتشار فيروس كورونا في ليبيا والمسؤولية السياسية، وأن الحقيقة وراء انتشار فيروس كورونا كان بسبب دخول المسلحين عن طريق تركيا التي تحتل المرتبة الخامسة من حيث عدد المصابين في العالم”.

وأكد الباحث الروسي، أن السبب الرئيسي وراء انسحاب رئيس حكومة الوفاق فايز السراج هو الدعم المصري لقوات الجيش الليبي الذي أعلن هجوماً انتقامياً على حكومة الوفاق.

وتابع : “هنا من الضروري القول إن التشكيلات المسلحة لحكومة الوفاق، بدعم من تركيا، خططت للسيطرة على سرت، وبشكل عام، وكانت هذه العملية في وضع الاستعداد”.

التأييد الدولي لموقف مصر منع السراج من التقدم نحو “الخطوط الحمراء”

وذكر أن مصر تصرفت في هذا الأمر بقسوة شديدة، حيث حذرت القاهرة بشكل شديد من أنها ستتدخل في حال السيطرة على سرت، وتعتبر القاهرة الاستيلاء على سرت “خطاً أحمر”، لا ينبغي أن تتخطاه التشكيلات المسلحة لحكومة الوفاق، وعلى الرغم من الدعم التركي النشط، إلا أن السراج لم يجرؤ على الاستيلاء على سرت.

ولفت إلى أن التأييد الدولي “لمبادرة القاهرة” لوقف إطلاق النار أثرت على قرار السراج، في حين ساهم دعم الجيش الليبي من اليونان وفرنسا وقوى أخرى في انسحاب قوات الوفاق، خصوصاً عندما قامت القوات البحرية الفرنسية واليونانية بمناورات مشتركة في المياه الليبية.

وفي اليوم الذي أعلن فيه فايز السراج الانسحاب من سرت والجفرة، وافق مجلس النواب وحكومة الوفاق على وقف إطلاق النار في ليبيا.

الأزمة لم تنتهي .. وما موقف تركيا ؟

وشدد دولجوف أن الأزمة الليبية لم تنته بعد، وأشار إلى أنه وقعت هدنات عديدة بين الجيش الليبي وحكومة الوفاق، وقد انتهكت مرات عدة، لافتاً إلى أن الهدنة هي أفضل طريقة لبدء الحوار والمفاوضات، ورأى الباحث الروسي أن هناك فرصة ضئيلة للحوار أو للعملية السياسية.

وتسائل، هل تركيا التي صرفت مبالغ طائلة على “المرتزقة” والمعدات العسكرية لحكومة الوفاق، تخشى أن تخسر أمام مصر، أم أن أردوغان أردك بعد الاستفزازات المستمرة، مخاطر تشويه سمعه وقرر تغيير رأيه ؟، وقال “لم يتضح حتى الآن بعد ما هو مقصد أنقرة، من الانسحاب وإعطاء الجيش الليبي فرصة للتقدم”.

وأضاف في حديثه، “هذه هي تركيا، التي تعمل بنشاط، وبصرامة، وبمنهجية ثابتة في ليبيا، وتتبع مصالحها. وستكشف لنا الأيام مدى فعالية هذه الهدنة. لكن قرار عدم مهاجمة سرت لا يزال لحظة إيجابية، والتي ربما ستساهم في مزيد من العملية السياسية”.

الجيش الليبي لا يثق بالوفاق

وشكك الجيش الوطني الليبي، في إعلان حكومة الوفاق وقف إطلاق النار والعمليات العسكرية، مشدداً على أنها “تضليل”. كما أشارت تقارير إعلامية عدة بأن تركيا ورغم الإعلان عن وقف لإطلاق النار إلا أنها لاتزال ترسل الأسلحة والمعدات العسكرية والمرتزقة إلى ليبيا، بحسب تقارير إعلامية ألمانية وفرنسية.

إعداد: رشا إسماعيل