دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

إعلامية سورية: الاتفاق بين قسد والقوات الحكومية منجز ملموس يؤسس لمرحلة جديدة عنوانها الحوار

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) ـ في ظل تداخل أجندات قوى إقليمية ودولية في المشهد السوري، وعل إثر الهجمات التركية على الشمال السوري، توصلت الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية في 13 اكتوبر 2019 لاتفاق عسكري، ينتشر بموجبه قوات حكومية على الحدود مع تركيا والتصدي المشترك لتركيا وإخراجها من الأراضي السورية في مراحل لاحقة، حسب ما تم الإعلان عنه، فيما ترك مصير الإدارة الذاتية ومؤسساتها، إلى جولات محادثات لاحقة، فما هو فرص ومقومات نجاح هذه المحادثات لإيجاد حل دائم يحفظ وحدة التراب السوري ويقوي جبهتها الداخلية أمام الأطماع الخارجية؟

شبكة أوغاريت بوست الإخبارية، أجرت حواراً خاصاً مع الإعلامية والناشطة السورية، إنصاف سليطين، التي اعتبرت أن التصريحات الرسمية من الطرفين توحي بحتمية هذا الحوار للحفاظ على سوريا، كما أن الاحداث المتسارعة والمكاسرة الدولية في الشمال السوري لا يترك بديلاً عن ذلك.

وأوضحت، إنصاف سليطين، إلى أن الرعاية الروسية ـ العربية، وعلى وجه الخصوص المصرية لهذا الحوار من شأنه دعم هذا المسار.

واعتبرت أن الاتفاق العسكري الأخير بين الطرفين، وامتزاج دماء السوريين للدفاع عن تراب سوريا في الشمال، هو منجز حقيقي وملموس، وسيقلب كل المعادلات على الأرض، وصولاً إلى اتفاق سياسي شامل بشكل تدريجي.

وفيما يلي نص الحوار الكامل مع الإعلامية والناشطة السورية، إنصاف سليطين:

ـ تحدثت تقارير عن احتمال إطلاق حوار بين الحكومة السورية والإدارة الذاتية، ما تعليقكم على هذا المسار (الجديد) في الأزمة السورية؟

بالنسبة لي أنا أرى أن إطلاق مثل هذا الحوار حتمي وليس فقط احتمالي، فالحدث السوري المتسارع لا يترك بديلاً من ذلك، والمناخ اليوم يستوجب إطلاق مثل هذا الحوار، فالمكاسرة الدولية على أشدها في الشمال السوري شرقا وغربا، وحده الحوار الوطني هو القادر على التأثير في حيثيات هذه المكاسرة وانعكاساتها على الأرض، هذا من جانب، من جانب آخر، المتتبع لتصريحات الطرفين (التصريحات والبيانات الرسمية فقط ) يتلمس حاجة كليهما لتعزيز التواصل، والأمثلة كثيرة لا سبيل لحصرها، ليس آخرها ما جاء في حوار رئيس الجمهورية مع الاعلام السوري الرسمي حين ذكر أن التواصل السابق لم ينقطع بين الطرفين والتذكير بالصدام العسكري الذي كاد يحصل مع تركيا في أواخر التسعينات ” بدت لغة عتب واضح ” وحين رفض تخصيص توجيه الاتهام لفئة بالعمالة أو التخوين، وحين قال بوضوح في رده على سؤال عن إمكانية العيش معاً مجدداً، نعم نستطيع العيش معاً وإلا فإن سوريا لن تعرف الاستقرار، وكانت هذه الكلمة المفتاحية التي توضح حتمية الحوار، لا سيما حين تلقف مجلس سوريا الديمقراطية كل الاشارات في حوار الرئيس، وأصدر بياناً واضحاً بدأه بما تلمسه فيه من عدم الممانعة في خوض العملية التفاوضية لمواجهة الأخطار، معلناً ضرورة بدء التفاوض مع الحكومة السورية دون شروط مسبقة وفق الثوابت الوطنية للسوريين (وحدة سوريا وسلامة سيادتها وترابها)، لم يفوت البيان هذه المناسبة لتحية شهداء الجيش السوري الذين أُريقت دماؤهم في الذود عن الشمال السوري واختلطت دماؤهم مع شهداء قوات سوريا الديمقراطية، واعتبار التفاهم العسكري الذي جرى بين الجيش السوري وقسد برعاية روسية، بداية إجراءات بناء الثقة بينهما.

كل ما سابق من شأنه أن يؤسس لمرحلة جديدة عنوانها الحوار، والرعاية الروسية ـ العربية ( المصرية خصوصاً) من شأنها دعم هذا المسار فاستقبال الخارجية المصرية لوفد مجلس سوريا الديمقراطية الشهر الفائت على إثر العدوان التركي لا يمكن أن يقرأ إلا في ضوء علاقته بتعزيز مناخ التفاهم المرتسم أعلاه.

ـ على ضوء الاتفاق العسكري الأخير بين قسد والقوات الحكومية ماهي مقومات وفرص نجاح المحادثات للوصول إلى اتفاق سياسي شامل؟

يعني للأسف الحالة السورية تطرح دائما الخيار وضده، اليوم نحن أمام منجز حقيقي ملموس هو الاتفاق عسكري، وعدوان موصوف يقتطع الأرض وينكل بالأهالي، وأمام تداخلات وتعقيدات دولية وإقليمية مركبة على الجغرافية، حتى قيل أن العالم الجديد يولد من الشمال السوري.

أمام تداخل القوى هذا، دوليا وإقليميا، أيها الأجدى؟ تعزيز الاتفاق المنجز وتحصينه وتطويره وصولاً إلى مرحلة الاتفاق السياسي الشامل؟ أم الذهاب الى مزيد من الاستنزاف وتشتيت القوات؟ أن ينضم عشرات آلاف الشباب المدربين المنظمين إلى صفوف الجيش السوري بتفاهم وتنسيق، سبعون أو ستون ألف مقاتل مدرب، لمصلحة من انضمامهم إلى صفوف جيش بلادهم وضد مصلحة من يكون ذلك؟ ألا يقلب ذلك كل المعادلات على الأرض؟

الاتفاق السياسي الشامل لا يجري بيوم وليلة بل يحتاج الوقت الكافي لبحث كل النقاط المشتركة والعائقة وساستشهد بما جاء بحوار الرئيس الذي قال هناك حقائق على الأرض علينا التعامل معها، وهذا التعاطي يكون تدريجي.. هذا يعني أن الحكومة السورية تنظر إلى موضوع الاتفاق الشامل على أنه عملية متكاملة وسلسلة من حلقة تفاهمات، وهنا يبرز الحديث عن شروحات قسد لرؤيتها، في أخذ دورها في إدارة المناطق بعين الاعتبار، إضافة إلى مراعاة خصوصية القوات كتنظيم وهيكلية عند الحديث عن ضمها الى صفوف الجيش السوري، ما يمكن تأكيده هنا هو أن الاتفاق العسكري شكل حجرة أساس يمكن البناء عليها، وإلا فما هو البديل؟ برأيي أن السيناريو البديل كارثي وليس في مصلحة سوري واحد.

ـ كيف سينعكس الاتفاق بين الحكومة والإدارة الذاتية على الأزمة السورية بشكل عام؟

على طريقة المثل الشعبي سأقول ..الطبل بجينيف والعرس في الشمال السوري، فلم يعد خافياً على أحد أن محادثات جينيف واللجنة الدستورية والمسار السياسي كاملاً، أحد تجليات الصراع الدولي، إما على شكل تفاهمات أو على شكل سجالات، وذروة هذا الصراع في شمال البلاد، لا يمكن بحال فصل الميدان عن الطاولات.. هذا من جانب، من جانب آخر، العقدة الأكبر في المعضلة السورية تتمثل في ملف الشمال، فإذا وجدت هذه العقدة طريقها الى الفكفكة والحلحلة عند نضوج الظرف الموضوعي وتوفر الإرادة الدولية والمحلية، أعتقد حينها يمكننا القول إننا امام سوريا الجديدة.

ـ هل تعتقد أن الاتفاق بين الطرفين سيسرع من إخراج القوات الأجنبية من سوريا ؟

نحن الآن نجري هذا الحوار على وقع الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة بين قوات العدوان التركي وقوات الجيش السوري في قرى رأس العين، وهناك دماء سورية تراق وتمتزج بتراب الأرض، ضمن هذه المعادلة قسد هي ظهير الجيش السوري والجيش السوري درع قسد، وعلى هذا المثال يمكن القياس.

ـ ما توقعاتكم لمصير مناطق “شرق الفرات” في ظل تداخل أجندات القوى الإقليمية والدولية؟

من حيث تسلسل الأحداث، يتوقف ذلك على مسار الحوار المرتقب، فإن بدأ الحوار وصمد، فإننا سنكون أمام انقلاب في المشهد وتغير  كامل لقواعد الاشتباك، لا ننسى أن هناك قوى ليس في صالحها المضي في مثل هذا الحوار والوصول إلى صيغة تفاهم على رأسها إسرائيل التي كلما شاعت مناخات الحوار، تخرج لنا بتصريحات مشبوهة على لسان أحد مسؤوليها للتشويش على هذا المناخ وإثارة الشكوك وتبديد الثقة، وهذا كله في النهاية يصب في مصلحة العثمانية الجديدة الطامحة إلى وضع اليد وأن تكون صاحبة اليد الطولى والكلمة العليا في الشمال السوري، والرهان اليوم على حوار وطني سوري ـ سوري من شأنه احباط كل المخططات.

 

حوار: رزان أيوبي