دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

أنقرة تدخل على خط الأزمة بين موسكو وكييف.. فهل سيؤثر ذلك على النفوذ التركي في سوريا ؟

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في الوقت الذي يتم فيه الحديث عن إرسال تركيا للمسلحين السوريين ضمن “الجيش الوطني” الموالي لها إلى أوكرانيا، لقتال جماعات انفصالية مدعومة من روسيا، تدخلت تركيا بشكل أكبر في خط الأزمة الأوكرانية مع موسكو، وسط تحذيرات من أن الموقف التركي الجديد قد يؤثر على نفوذ أنقرة في شمال سوريا.

مناطق سورية عدة تقع اليوم تحت السيطرة التركية وفصائل المعارضة في شمال غرب سوريا، حيث أن روسيا لا تخفي نيتها بالهجوم على تلك المناطق لاستعادتها لسيطرة دمشق، وتشهر هذه الورقة في وجه أنقرة كل ما حاولت تركيا اللعب على خلاف المصالح الروسية في سوريا أو مناطق أخرى.

بعد مكالمة بوتين.. أردوغان يستقبل الرئيس الأوكراني

وفي ذروة الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، استمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الى تحذيرات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعدم السماح لأطراف غير مطلة على البحر الاسود، أن تستخدمه لصالحها وهو تحذير غير مباشر لأنقرة بعدم الانجرار الى النزاع الروسي – الأوكراني.

التحذيرات الروسية الرسمية جاءت على لسان فلاديمير بوتين خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس التركي، قابلها الأخير، باستقبال نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وبعد اللقاء بينهما دعا أردوغان إلى إنهاء التطورات “المقلقة” في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا مضيفا أن تركيا “مستعدة لتقديم أي دعم ضروري”.

سياسيون أتراك يحذرون من “مغبة” تدخل أنقرة في حرب جديدة

وفيما تدق طبول الحرب في المنطقة المتنازع عليها شرق أوكرانيا، وتجهيز أطراف النزاع لأنفسهم لجولة جديدة من المعارك، شددت تقارير إعلامية تركية، أن تبسيط الأمور من وجهة نظر الرئيس التركي “لا تتناسب على الإطلاق مع ما يجري على الأرض والعلاقات المتوترة بين روسيا وأوكرانيا”، مشيرين إلى أن “أردوغان يريد زج تركيا في حرب جديدة لن يكون لها لا ناقة ولا جمل”، لافتين إلى أن الموقف التركي الجديد يصب في “تحسين صورتها” أمام الإدارة الأمريكية الجديدة.

انهيار الهدنة.. وشبح الحرب يلوح في الأفق

وتشهد مناطق شرق أوكرانيا، بعد هدوء دام ست سنوات، شبح حرب جديدة بدأت ملامحها تظهر، بين كييف وموسكو، خصوصاً بعد دخول الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي على خط الأزمة وإعلان دعمهم لأوكرانيا في مواجهة ما وصفوه “بالاستعمار الروسي”، يأتي ذلك بالتزامن مع تحشيدات عسكرية كبيرة لطرفي الصراع على خطوط التماس في منطقة دونباس” التي يسيطر عليها الانفصاليون المدعومون من روسيا.

وانهار فعلياً اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين روسيا وأوكرانيا منذ ست سنوات، حيث اشتبكت قوات أوكرانية مع قوات أخرى مدعومة من روسيا، ويتهم الجانبان بعضهما البعض بالاستفزازات وتبادل إطلاق النار بانتظام مع تزايد الخسائر بين العسكريين والمدنيين.

هل ستدفع أنقرة ثمن تدخلها في الأزمة الروسية والأوكرانية ؟

وتحذر أوساط سياسية تركية من دخول أنقرة في هذا الصراع، التي ترى فيه الأخيرة، أنه الباب للدخول في علاقات أفضل مع دول الاتحاد الأوروبي ومساعي تركيا للانضمام إلى التكتل، هذه المساعي التي قد تصطدم بالصخرة الروسية، والتي من الممكن أن تؤدي إلى انهيار التحالفات الروسية التركية في مناطق كسوريا وليبيا وإقليم آرتساخ/قره باغ.

وتشير تلك الأوساط إلى أن أي تدخل عسكري تركي بإرسال مقاتلين سوريين موالين لها لأوكرانيا من الممكن أن يشكل خطراً على النفوذ التركي في شمال سوريا، مؤكدين أن روسيا لن تقبل بتهديد حدودها ووجود عناصر معادية على أراضي تابعة لها أو بالقرب منها.

تركيا طلبت من الفصائل تجهيز نفسها للقتال في أوكرانيا

وسبق أن أفادت مصادر خاصة لشبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية، أن تركيا طلبت من فصائل “الجيش الوطني السوري” أعداد قوائم بأسماء مقاتلين لإرسالهم إلى أوكرانيا، وذلك بعد زيارة وفد عسكري أوكراني تركيا في الـ 3 من شهر آذار/مارس الفائت، وتم الاتفاق مع تركيا على إرسال المسلحين السوريين مقابل السماح لتركيا بإنشاء قواعد عسكرية في أوكرانيا.

وبحسب المصادر فإن السلطات التركية تعمل على تجنيد نحو 3000 إلى 5000 آلاف مسلح، وفق عقود لمدة 6 أشهر مقابل مبلغ 3 آلاف دولار شهرياً، والفصائل التي تلقت أوامر بإعداد القوائم هي كل من “فرقة الحمزات، لواء المعتصم بالله، لواء سمرقند، لواء صقور الشمال، فرقة السلطان مراد، فيلق المجد، لواء سليمان شاه ( العمشات)”.

إعداد: ربى نجار