أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – هجمات جديدة للطائرات الإسرائيلية على أهداف عسكرية للقوات الحكومة السورية والقوات الإيرانية والمجموعات الموالية لها في سوريا، وسط صمت روسي، وعدم تعليقها حتى على ما يحصل للحلفاء في سوريا، الأمر الذي أدى لتجدد الشكوك حول الدور الروسي وإمكانية التواطؤ مع إسرائيل لضرب النقاط الإيرانية وإضعافها.
أين الرادارات وأنظمة الدفاع ؟
وكما المرات السابقة، تدخل الطائرات الإسرائيلية في الأجواء السورية، أمام مرأى من الرادارات والمنظومات الدفاعية الروسية الصنع، دون أي إنذار أو تحرك من قبل القوات الروسية للتعامل مع الأهداف المعادية، أو على الأقل إخطار القوات السورية والإيرانية بوجود هجوم قادم.
وتشير أوساط سياسية سورية وإيرانية، إلى وجود مؤشرات تدل على “سماح روسيا على الأقل”، ورضى ضمني لما تقوم به إسرائيل في سوريا.
حيث كثفت الأخيرة من ضرباتها على الأهداف العسكرية السورية والإيرانية، وهذه المرة استهدفت مقرات عدة في دير الزور والسويداء وحماة، بيوم واحد وخلال ساعات قليلة، دون تدخل من قبل الروس، ما أثار شكوك تلك الأوساط.
وبينما قللت وسائل الإعلامية السورية من حجم الخسائر والهجوم، وحاولت إبراز أن الأضرار لم تكن كبيرة، إلا أن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أكد أن الهجمات الإسرائيلية أدت لأضرار مادية كبيرة في المواقع المستهدفة سواءً في ريف دير الزور والسويداء وحماة، إضافة لمقتل 7 جنود سوريين على الأقل بالاستهداف الإسرائيلي، وجرح آخرين.
وسط صمت روسي .. إسرائيل تستأنف ملاحقة إيران
المسؤولون الإسرائيليون اعتبروا أن دخول الطائرات الإسرائيلية واستهدافها لنقاط عسكرية أمام مرأى الدفاعات الروسية وراداراتها في أكثر من محافظة سورية خلال وقت زمني قصير، “نجاحاً كبيراً”، وقالوا أن “ملاحقة إسرائيل لإيران في سوريا قد استأنفت من جديد، وسط صمت روسي”.
وسبق أن شدد وزير الدفاع الإسرائيلي نفتالي بينِت، على أن مرحلة طرد إيران من سوريا بدأت، وسوف يخرجون إيران من سوريا عاجلاً أم آجلاً، وجاءت تصريحات بينت بعد ضربات إسرائيلية جوية على مواقع إيرانية في سوريا خلال شهر نيسان/أبريل الماضي.
إيران تفشل في محاولة تضليل إسرائيل
وكالة الصحافة الفرنسية نقلت عن الجنرال عاموس يدلين، الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي (أمان)، الذي تحدث عن القصف بشكل صريح، وقال إن “الهجمات الواسعة في سوريا، تدل على أن التقديرات الإسرائيلية الأخيرة القائلة إن الإيرانيين بدأوا يغادرون سوريا لم تكن سوى تعبير عن أمنيات وهمية”.
“معلومات استخباراتية تصلنا”
صحيفة “يديعوت أحرونوت” قالت على لسان الناطق الأسبق باسم الجيش الإسرائيلي رون بن يشاي، أن القصف المنسوب لإسرائيل تميز بكونه مكثفاً، واستهدف 3 مناطق بعيدة عن المواقع الروسية، وأن روسيا علمت بالهجوم قبل بضع دقائق من تنفيذه.
وحول الهدف من الهجوم أوضح يشاي، “أن الهدف كان توجيه رسالة إلى إيران، بأن إسرائيل مصممة على منعها من التموضع والاستقرار في سوريا، ولن تنجح محاولاتها بتضليل إسرائيل عن مخزون أسلحتها في سوريا”، وكشف “أن معلومات استخباراتية تصلهم على الدوام من جهات (لم يسمها) حول مكان وتحركات الإيرانيين”.
وسبق أن اتهمت أوساط سياسية سورية وإيرانية، روسيا بالتواطؤ مع إسرائيل، واعطاء معلومات عن إحداثيات المواقع الإيرانية في سوريا لتل أبيب للقيام بضربها، مشيرة إلى أن القوات الروسية تقوم بإطفاء راداراتها ومنظوماتها الدفاعية التي صنعت لتصطاد الطائرات الأمريكية F-16، (التي تستخدمها إسرائيل)، عندما تدخل إلى سوريا.
وأكدوا أن الهدف الروسي بخروج القوات الإيرانية من سوريا، يتناغم تماماً مع أهداف إسرائيل حول طرد القوات الإيرانية، وذلك لاستفراد روسيا بالقرار السوري وإعادة الإعمار وكل ما يتعلق بمستقبل البلاد.
إعداد: علي إبراهيم