دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

أفغانستان.. “طالبان” تنهي حكم “غني” والمشهد مايزال ضبابياً

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – مشهد كان متوقعاً منذ الأيام القليلة الماضية والتي بدأت فيها المدن والأقاليم الأفغانية تسقط واحدة تلو الأخرى لنشهد اليوم سقوط العاصمة الأفغانية كابول بيد حركة طالبان بعد تسلميها من قبل الحكومة الأفغانية ورئيسها أشرف غني دون قتال، وخروج غني إلى طاجكستان ومنها إلى الولايات المتحدة بحسب وسائل إعلام محلية.

مرحلة جديدة

كل ذلك جاء وسط صمت دولي غير مسبوق من جهة التحركات أو التصريحات والتي تبرز على ما يبدو موافقات ضمنية للعديد من الدول على رأسها الولايات المتحدة التي أرسلت ألاف الجنود لإجلاء موظفيها والأفغان الذين ساعدوا القوات الأمريكية خلال فترة تواجدها السابقة والبالغة 20 عاماً.

تم طي صفحة الحكومة الأفغانية المدعومة من الولايات المتحدة، والبدء في مرحلة جديدة قديمة قد تكون فيها حركة طالبان هي المسيطرة على مقاليد الحكم السياسية والعسكرية دون منازع، حيث بدأت الحركة ببث رسائل للجنود والشرطة بالعودة إلى منازلهم دون التعرض لهم.

خيانة متأصلة

فعلى الرغم من شجاعة بعض القادة الأفغان التي كانوا يتميزون بها في السابق، على غرار عطا محمد نور، الرجل القوي في مدينة مزار الشريف شمال البلاد، والأوزبكي عبد الرشيد دوستم لم يتمكنا هذه المرة من الصمود أمام زحف طالبان ومساعدة الرئيس أشرف غني الذي حاول أن يستنجد بهما، فالرجلان أكدا أنهما وقعا ضحيتين لخيانة متأصلة وأن المقاومة ضد طالبان انتهت نتيجة لمؤامرة كبيرة منظمة وجبانة.

وفي الأيام التي سبقت هزيمة هذان القائدان، صرح دوستم للصحافيين الأسبوع الماضي بعد عودته إلى مزار شريف أن “طالبان لم تتعلم إطلاقا من الماضي”، مشيرا إلى مجزرة نفذها مقاتلوه ضد عناصر في الحركة في 2001، وأضاف “أتى مقاتلو طالبان إلى الشمال مرات عدة لكنهم كانوا دائما محاصرين ليس من السهل عليهم الخروج”.

أما نور فلجأ إلى وسائل التواصل الاجتماعي لإصدار تحذيراته ونشر صورا لمقاتلين من طالبان قتلتهم قواته فيما توعّد بالقتال حتى الموت وكتب على تويتر “أفضّل الموت بكرامة على الموت من اليأس” إلى جانب منشورات أخرى تنطوي على تحد تتعهد بالدفاع عن الوطن.

ومساء السبت، هُزمت المجموعات التابعة لكلا القائدين بعد استسلام الوحدات العسكرية الأفغانية التي كانت تدعمها وفر كل من دوستم ونور عبر الحدود الأوزبكية القريبة، حيث كتب نور على تويتر أنهما كانا ضحيتين لخيانة متأصلة، مضيفا أن مقاومة المجموعات انتهت نتيجة لمؤامرة كبيرة منظمة وجبانة.. لم يقدّم أي تفاصيل إضافية.

خفايا الأمور

في الوقت نفسه، أظهر مقطع فيديو نُشر على حسابات في وسائل التواصل الاجتماعي، مجموعة من مقاتلين شباب تابعين لطالبان وهم يمشطون مسكن دوستم المتخم بالأثاث ويبحثون في الخزائن، وجاءت هزيمة نور ودوستم بعد أيام من أسر مقاتلي طالبان في مدينة هرات الرجل القوي إسماعيل خان، وكان خان قبيل هزيمته، يبدو كأنه الشخص القوي الذي حكم بقبضة من حديد لعقود، لدرجة أنه لقب بـ”أسد هرات”، وقال خان الشهر الماضي نطالب كل القوات الأمنية المتبقية بالمقاومة بشجاعة.

كل ذلك يبين العديد من الخفايا التي أظهرت بشكل جلي الموافقة الخارجية والداخلية على تسلم حركة طالبان زمام الأمور في أفغانستان، في ظل ضبابية الموقف حول الاعتراف بالحركة ودعم الأمن والاستقرار في هذه البلاد أو انزلاقها إلى حرب أهلية قد تستمر لعشرات السنوات القادمة.

إعداد: يعقوب سليمان