دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

أردوغان يمني النفس بفوز ترامب بالرئاسة الأمريكية .. ومراهنة كبيرة على الانتخابات الرئاسية القادمة

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بعد تصريحات حادة منه للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وتأكيده بالعمل على الإطاحة به، والأهم من ذلك كله “مساندة الأكراد”، احتل المرشح الديمقراطي الأمريكي جو بايدن عناوين الصحف في تركيا، بعد تصريحاته التي أربكت أنقرة.

بايدن .. كابوس أردوغان

موقف المرشح الرئاسي جو بايدن منافس ترامب، كان واضحاً من الرئيس التركي، وما فعله خلال حكم ترامب، الذي أعطى الضوء الأخضر له في الكثير من الملفات التي كانت تركيا تحلم بها في عهد الرؤساء السابقين، ووصفت الصحافة التركية فوز بايدن بالرئاسة، بأنه سيكون “حقبة سوداء بالعلاقات الأمريكية التركية”.

كما كان بايدن من أشد المعارضين للتدخل العسكري التركي في شمال شرق سوريا، في أكتوبر/تشرين الأول، وفي مقابلة له بعد “الغزو” بشهرين، أبدى بايدن انزعاجه ورفضه ضد أنقرة لشنها عملية عسكرية في شمال شرق سوريا واستحواذها على مساحة كبيرة من الأراضي.

وكان معظم المرشحين الديمقراطيين غاضبين على الرئيس التركي، وربما كان بايدن يحاول إثبات أنه صارم أيضا. فقد بدا وكأنه نسي أن يأخذ سياسة تركيا الداخلية في الاعتبار.

وبدرجة كبيرة يهتم الرئيس التركي بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، فمن جهة، يريد بقاء ترامب للحصول على مكاسب أخرى في المنطقة، لم يكن يحلم بها في عهد الرؤساء الأمريكيين السابقين، ومن جهة أخرى، يرى بفوز بايدن خطراً كبيراً على أركان حكمه، بعد الإعلان الواضح من بايدن بأنه سيدعم المعارضة لتغيير الحكم في تركيا سياسياً.

التعاطف مع بايدن .. وانزعاج من التصرف مع المعارضة

ليس ذلك فحسب، فقد أبدى بايدن سابقاً، تعاطفه مع الداعية التركي (عدو أردوغان اللدود) المقيم في الولايات المتحدة، فتح الله غولن، والذي تتهمه أنقرة بالوقوف وراء محاولة الانقلاب في 2016، ويخشى أردوغان من دعم كبير لغولن وأنصاره في تركيا مما يهدد نظام حزبه القائم منذ 15 عاماً.

وبالرغم من المساعي التركية الحثيثة على إقناع السلطات الأمريكية وإدارة الرئيس الأمريكي، بأن الانقلاب حصل وتم إفشاله، إلا أن الإدارة الأمريكية لاتزال تنتقد تركيا على الخطوات التي قامت بها بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في صيف 2016، وسجلت المنظمات الحقوقية سجن الآلاف من المعارضين الأتراك أو كل من يثبت عليه أو يشك بأمره بأنه تابع لغولن، أو أنه يدعم المعارضة.

“مقامرة” دعم علني .. ومعارضة واضحة

ويبدي المسؤولون الأتراك دعماً علانياً للرئيس دونالد ترامب ومعارضة واضحة لبايدن، وحول ذلك شددت أوساط سياسية معارضة تركية على أن دعم مسؤولي العدالة والتنمية لترامب يعتبر “مقامرة” لأن النظام التركي يربط مستقبله الداخلي والخارجي ببقاء ترامب.

مشيرين إلى أن ترامب قد يكون الرئيس الأول منذ عقود الذي لا يفوز بولاية ثانية بسبب ما قام به من خطوات رفضها الساسة الأمريكيون، كما يعمل الإعلام ذات التأثير الكبير في أمريكا على تشويه صورة ترامب وتلميع صورة بايدن ولو بشكل غير مباشر.

ماذا لو فاز بايدن ؟

وإن فاز بايدن، فذلك يعني أنه سيعارض مواقف أردوغان من الأكراد في سوريا والعراق أيضاً بحسب ما قاله سياسيون أتراك، وسبق أن شدد بايدن خلال مقابلته مع وسائل إعلامية أمريكية “أنه لن يعير اهتماماً بما يقوله أردوغان حيال الأكراد”.

ونقل موقع “أحوال تركيا” المعارض عن ساسة أتراك قولهم، “أن على الرئيس أردوغان أن يتوقع دفع ثمن باهظ إذا فاز بايدن بالانتخابات الرئاسية وعلى كل الجبهات”، مشددين على أن أردوغان “يراهن بكل ما يملك على نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة”.

إعداد: رشا إسماعيل