دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

أحمد الرحال: “هيئة تحرير الشام” تسعى للتغلغل في المناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل .. وتستغل ضعف “النظام” والمعارضة لتنفيذ مشروعها

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – كشفت العديد من التقارير عن دخول “هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة” مدينتي عفرين وإعزاز تحت مسمى “جيش القعقاع”، الذي أعلن عن نفسه رسمياً يوم الجمعة الـ11 من حزيران / يونيو الجاري، وذلك في بيان حصلت أوغاريت بوست على صورة منه.

وقالت المصادر الخاصة إن “تحرير الشام وتحت مسمى “جيش القعقاع” يتمركز في مدن الباب وعفرين وإعزاز بريف حلب، ويعمل على بناء نفسه في تلك المناطق، وأعداد المقاتلين فيه كبيرة”.

وأشارت المصادر إلى أن “جيش القعقاع” ينوي بناء قوة كبيرة للسيطرة على المناطق الخاضعة للفصائل الموالية لتركيا بشكل كامل، وذلك من خلال تقديم الدعم من بعض الدول الأوروبية عبر أنقرة.

وخلال حديث خاص مع العميد أحمد الرحال، طرحت شبكة “أوغاريت بوست” تساؤلات عدة حول الهدف من تشكيل “جيش القعقاع” ومحاولة دمجه مع الفصائل الموالية لتركيا، وهل تسعى “هيئة تحرير الشام” للتغلغل في المناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل على حساب “الجيش الوطني السوري”.

 وفيما يلي النص الكامل للحوار الذي أجرته “أوغاريت بوست” مع العميد أحمد الرحال:

 

هناك تقارير تتحدث عن سعي تركيا لتشكيل جيش جديد تحت مسمى “جيش القعقاع” لدمج “هيئة تحرير الشام” مع فصائل المعارضة السورية في مناطق سيطرتها، ما الهدف من ذلك ؟

تعتبر الأخبار المتداولة التي تتحدث عن تشكيل ما يسمى بجيش القعقاع أو جيش المجاهدين، عبارة عن محاولات جس نبض من قبل “هيئة تحرير الشام – جبهة النصرة” أو عارية عن الصحة .. وطالما أن هيئة تحرير الشام موضوعة على لوائح الإرهاب في تركيا ومعظم دول العالم وبالتالي لا يمكن لأنقرة أن تقوم بهذا العمل حيث سيؤدي ذلك إلى وضع كافة القوى والفصائل المتعاونة مع “تحرير الشام” على قوائم الإرهاب، لذلك باعتقادي أن هذه الأخبار ليس لها واقعية على الأرض، وفي حال عمدت تركيا إلى مثل هذه الخطوة يجب كمرحلة أولى إخراج هيئة تحرير الشام من قوائم الإرهاب وباعتقادي أن ذلك غير متاح في الفترة الحالية حيث أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية خلال الأيام الماضية جائزة بقيمة 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن مكان أبو محمد الجولاني متزعم “هيئة تحرير الشام – جبهة النصرة”.

هل تسعى “هيئة تحرير الشام” للتغلغل في المناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل الموالية لتركيا على حساب “الجيش الوطني السوري”؟

نعم تحاول هيئة تحرير الشام أن تكون الجهة المسيطرة على المشهد حيث عمدت خلال الفترة الماضية لالتهام أكثر من 26 فصيل بدء من جبهة ثوار سوريا وليس أخراً حركة نور الدين الزنكي، بالإضافة إلى الاعتداءات على حركة أحرار الشام في جبل شحشبو ومصادرة السلاح الثقيل من الفصائل، كما طالبت “تحرير الشام” خلال المفاوضات مع الروس أن تكون الطرف الأساسي الذي يتحدث عن مناطق الشمال السوري، وبالتالي فإن أحلامها قائمة وتحاول التغلغل في المناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل، لكن هناك خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها حيث تعمل تركيا على التعاون مع “تحرير الشام” كأمر واقع عبر عدم التعرض لأرتالها العسكرية المتجهة للقواعد المنتشرة بريف إدلب إلى جانب وضع أنقرة لمحاذير محددة على هيئة تحرير الشام تتمثل بعدم الاعتداء على الفصائل.

هل تعتقد أن هذه الخطوة تأتي لحماية إدلب من أية عملية عسكرية لروسيا والحكومة السورية مستقبلاً، وبرأيكم كيف سيكون موقف الغرب وأمريكا من هذه الخطوة ؟

هيئة تحرير الشام ليس لديها هدف إسقاط “النظام” من أجل الثورة ولاتهدف لانتصار الثورة فهي تعمل على استغلال ضعف الطرفين لتنفيذ مشروعها، وبالنسبة لتحرير الشام والمجموعات القريبة منها كداعش ليس هناك فرق بين أنصار الثورة وأنصار النظام فالاثنين كفرة ومرتدين حيث إن قتال المرتدين بحسب عقلية هؤلاء أولى من قتال الكفار، كما لايمكن لهيئة تحرير الشام ان تدعي الحفاظ على إدلب أو حمايتها. وبالعودة للوراء قليلاً ففي معارك اللطامنة ومعرة النعمان وخان شيخون  لم تقاتل هيئة تحرير الشام هناك حيث عمدت إلى تسليم كل تلك المناطق لقوات “النظام” وكان واضحاً أن الطيران الروسي لم يستهدف الهيئة، وبذلك فإن تحرير الشام تحمي مشروعها الخاص بها ولم تحمي إدلب فهي تعتبر كافة المحيطين بها أعداء، وبالنسبة لموقف الدول الغربية وأمريكا فلايمكن التعامل مع هيئة تحرير الشام أو الاعتراف بها حيث النظرة كانت وماتزال بانها جماعة إرهابية.

هل هناك صلة بين التصعيد الروسي الأخير على مناطق في إدلب بمشروع تركيا لدمج “تحرير الشام” مع المعارضة السورية ؟

من خلال اجاباتي عن الأسئلة الـ 3 السابقة، كان واضحاً بعدم اعتقادي أن تركيا ستعمل على دمج تحرير الشام مع فصائل المعارضة الموالية لها لأن ذلك سيؤدي إلى انهاء تلك الفصائل عبر وضعها على قوائم الإرهاب كما هو الحال لهيئة تحرير الشام.

وأخيراً، يمكن القول إن التنظيمات العقائدية والجهادية لا يمكن أن تتغير أو تتبدل، تحت مسمى التقية السياسية أي أن هذه المجموعات تدعي مالا تضمر ولديها هدف واحد فقط هو إقامة امارة إسلامية، إذا فإن “هيئة تحرير الشام / جبهة النصرة” تبتلع ولاتتحالف.

 

إعداد: يعقوب سليمان