أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – عاد ملف الخلافات بين الرئيس السوري بشار الأسد ورجل الأعمال رامي مخلوف إلى الواجهة من جديد، حيث تحدثت تقارير إعلامية عن شروط للحكومة السورية لإنهاء حالة “الحراسة القضائية” على شركة سيرتيل.
وتصاعدت الخلافات بين الطرفين خلال الأشهر الماضية، بسبب قيام الحكومة السورية باعتقال العشرات من موظفي رامي مخلوف ضمن شركاته في سوريا، حيث تطالب الحكومة مخلوف بدفع ضرائب تبلغ أكثر من 250 مليون ليرة سورية، وهي لتراكمات الضرائب على مدار 10 سنوات لم يدفعها مخلوف لخزانة الدولة.
“شرطان” لرفع الحراسة القضائية على سيريتل
وبعد تقارير تحدثت عن وساطة روسية لإنهاء الخلاف بين مخلوف والرئيس بشار الأسد، وأخرى ذكرت أن مخلوف معتقل في السجون السورية، وغيرها أشارت إلى أنه طلب من مخلوف ترك البلاد بعد تقاسم ثروته مع الحكومة وروسيا، كشفت تقارير جديدة عن “شرطان” للحكومة السورية لرفع “الحراسة القضائية” على شركة سيريتل، التي تعتبر “تاج رأس مال رامي”.
وبحسب التقارير فإن الحكومة السورية تنوي إصدار قرار خلال الفترة المقبلة بشأن رفع الحراسة القضائية على سيريتل، وأشارت المصادر أن الحكومة اشترطت أولاً أن يدفع رامي مخلوف كل ما يترتب عليه من غرامات وضرائب للدولة، ثانياً أن ينقل ملكية شركة سيريتل إلى أخيه “إيهاب مخلوف”.
وساطات عائلية لحل الخلاف بين الأسد ورامي
وذكرت التقارير أن الشرطان التي وضعتهما الحكومة، جاء بعد وساطة من داخل عائلة الأسد ومخلوف لإنهاء الخلافات بين الطرفين، كون هذا الخلاف يؤدي إلى انقسامات متزايدة بين العائلتين، ولفتت التقارير إلى أن شخصيات كبيرة وذو تأثير في عائلتي الأسد ومخلوف “كآل نصور وغزال وإسماعيل” تدخلت لحل الخلافات بين الطرفين.
وقالت المصادر أن المساعي العائلية جاءت عقب زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى الساحل قبل فترة، وحيث أنه لم يتم توضيح سبب زيارة الأسد المفاجئة لمسقط رأسه في مدينة القرداحة بمحافظة اللاذقية، إلا أن مصادر إعلامية محلية قالت أن “الأسد زار المدينة للتقرب من حاضنته الشعبية”.
لماذا اختاروا “إيهاب مخلوف” ؟
وتحدثت التقارير الإعلامية عن السبب وراء اختيار الحكومة لشخص “إيهاب مخلوف” لخلافة شقيقه في إدارة سيريتل، وقالت أنه الشخصية الأفضل لتولي المنصب، مشيرة إلى أنه قد يشكل حلاً وسطاً بين الطرفين المختلفين، كما أن “إيهاب” سبق وأن اعلن ولاءه للأسد وقدم استقالته في خضم الخلافات التي جرت بين الأسد ومخلوف قبل أشهر.
وسبق أن قال “إيهاب مخلوف” خلال منشور على صفحته في فيسبوك “شركات الدنيا لا تزحزح ولائي لقيادة الأسد”.
ويرى متابعون للشأن السوري، أنه بوضع الحكومة شرطاً لتولي “إيهاب” إدارة سيريتل بدلاً من “رامي”، كما سبق وأن أعطت الحكومة عقوداً لتشغيل الأسواق الحرة “لإيهاب” ماهي إلا خطوات “ترضية” لإيهاب على موقفه الداعم للحكومة في وجه شقيقه رامي.
ورجحت تلك الأوساط بأن يصبح “إيهاب مخلوف” خلال الفترة المقبلة، الواجهة لعائلة مخلوف ومصالحها، بدلاً من شقيقه رامي، كون الخلافات بينه وبين الحكومة لا تزال مستمرة، مشددين على أن عائلة مخلوف ستبقى من الواجهات الاقتصادية في سوريا، وخطوات الحكومة ضد رامي هي في إطار استبعاده كشخص وليس كعائلة.
يشار إلى أن “إيهاب مخلوف” معاقب من قبل الاتحاد الأوروبي، بسبب “عمليات تمويل للقوات الحكومية السورية”، إضافة إلى اتهامه “بدعم عمليات ممارسة العنف ضد المدنيين كالقنص عليهم أثناء التظاهرات” حيث جرى الحديث عن أن إيهاب مخلوف كان مسؤولاً عن وحدات للقناصات.
إعداد: علي إبراهيم