أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – حبس السوريون أنفاسهم ليوم كامل، قبل أن يتبنى مجلس الأمن الدولي قرار جديد، ينص على استمرار إيصال المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوري، هذا القرار الذي لو لم يتم تمريره في المجلس لكان 11 مليون سوري بلا مساعدات إنسانية، في ظل تمسك الأطراف الدولية المختلفة سياسياً، وتجاهلهم للواقع المعيشي للسوريين.
معبر واحد.. وعام واحد
ووافق مجلس الأمن الدولي، مساء السبت، على قرار بإرسال مساعدات إلى سوريا عبر معبر واحد تسيطر عليه القوات التركية، حيث صوت 12 عضواً مع القرار فيما امتنع 3 أعضاء بمجلس الأمن عن التصويت.
وطرحت ألمانيا وبلجيكا، العضوان غير الدائمين في مجلس الأمن والمكلفان بالشق الإنساني في الملف السوري بالأمم المتحدة، مشروع القرار الجديد والذي ينص على الإبقاء على معبر واحد بدل المعبرين اللذين تم استخدامهما.
ونص التصويت على إبقاء “معبر باب الهوى” على الحدود التركية مفتوحا لمدة 12 شهراً حتى 10 تموز/يوليو 2021، كما سيطلب المجلس أيضاً من الأمين العام للمنظمة تقديم تقرير كل 60 يوماً على الأقل عن الواقع الإنساني في البلاد، بحسب طلب روسي، يبدو أنه كشرط وضعته موسكو لتجديد التفويض لاستمرار المهمة الأممية.
وقالت مصادر دبلوماسية أن مشروع القرار الألماني البلجيكي لم يشر إلى أحكام حول “عقوبات أحادية الجانب ضد سوريا”، في إشارة إلى قانون العقوبات الأمريكي الجديد “قيصر”.
إرضاء روسيا.. وتجاهل السوريين
ويتوافق هذا الحل لآلية الأمم المتحدة عبر الحدود مع طلب روسيا إلغاء معبر باب السلام المؤدي إلى محافظة حلب، بينما يتجاهل مصير الملايين من السوريين الذين سيحرمون من هذه المساعدات.
ويتيح معبر “باب الهوى” الوصول إلى حوالى 4 ملايين شخص يعيشون في محافظة إدلب من أصل 11 مليون سوري بحاجة لهذه المساعدات، وتسمح آلية الأمم المتحدة أيضاً بإيصال المساعدات للسوريين بدون موافقة دمشق.
وتعتبر روسيا أن التفويض ينتهك السيادة السورية، وأشارت إلى أن 85 في المئة من المساعدات تمر عبر باب الهوى، وبالتالي يمكن إغلاق معبر باب السلام وزيادة المساعدات الخاضعة لإشراف دمشق والمخصصة لمحافظة حلب.
وقالت مصادر دبلوماسية غربية، أن حجج روسيا “واهية”، معتبرين أنه لا يوجد بديل يتمتع بالمصداقية لهذه الآلية وأن البيروقراطية والسياسة السورية تمنعان نقل المساعدات بفعالية الى المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة.
5 مليون سوري محرومون من المساعدات
ويستثني القرار معبر “اليعربية/تل كوجر” مع شمال وشرق سوريا (مناطق الإدارة الذاتية)، حيث بعد أن أغلق مجلس الأمن المعبر مع العراق، بداية العام الجاري بضغوطات روسية، وبتفويض مجلس الأمن لإيصال المساعدات عبر معبر “باب الهوى” التي تسيطر عليه تركيا، فإن أكثر من 5 ملايين نسمة في المناطق الشمالية الشرقية من سوريا سيبقون بلا مساعدات.
وبالتالي مفاقمة الأزمة الإنسانية، بحسب مراقين، في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعيشها المنطقة وكل سوريا، جراء العقوبات الغربية والأمريكية المستمرة.
وبالرغم من النداءات العديدة للإدارة الذاتية للدول العظمى، وسعي بعض من هذه الدول لإعادة فتح معبر “تل كوجر” مع العراق، إلا أن المجلس الدولي لم يستطع إقناع روسيا بإعادة فتح المعبر، وإيصال المساعدات الإنسانية لتلك المناطق.
ويقول مسؤولون في الإدارة، أن حصتهم من المساعدات التي من المفترض أن يحصلوا عليها من قبل الحكومة السورية لا تصلهم، مشيرين إلى أن استمرار إغلاق المعبر سيؤدي إلى كارثة إنسانية حقيقية في المنطقة.
المجاعة لاتزال تهدد السوريين
واعتبر متابعون ومحللون في الشأن السوري أن اعتماد فتح معبر واحد تسيطر عليه تركيا، لإيصال المساعدات الأممية للسوريين، لن يحل المشكلة، وسيزيد من معاناة أكثر من 7 مليون سوري الذين هم بحاجة ماسة للمساعدات وبالضرورة القصوى.
وشددت منظمات إنسانية من بينها برنامج الأغذية العالمي، أن المساعدات ضرورية ويجب أن تصل لكل من يحتاجها في سوريا، مشيرين إلى أن البلاد على حافة مجاعة حقيقية، في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعانيها سوريا وعدم وجود حلول وبدائل لدى الحكومة السورية لحل الأمر.
إعداد: ربى نجار