أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في وقت تستمر معاناة الشعب السوري من الفقر والبطالة التي سببتها الأزمة الاقتصادية وانهيار الليرة السورية، تتصاعد حدة انتشار الفيروس بشكل كبير في البلاد.
وتعاني سوريا من انهيار في المنظومة الصحية بعد 10 سنوات من الحرب المستمرة في البلاد، وامتلاء المشافي في مناطق سيطرة الحكومة السورية بالمصابين، ونقص في الكوادر الطبية الذين يقولون إنهم يخشون على حياتهم بسبب عدم تزويدهم بالمعدات الوقائية من الوباء.
الشريحة الأكثر تضرراً
وسلطت تقارير إعلامية عن الشريحة الأكثر تضرراً بالفيروس من ناحية الوفيات، حيث كشفت حصيلة غير نهائية ومرشحة للارتفاع، لنقابة المحاميين في سوريا عن وفاة 14 محامياً في البلاد بعد إصابتهم بكورونا، بالتزامن مع تساؤلات حول السبب وراء انتشار الفيروس والوفيات بين المحاميين، بينما أشارت مصادر أخرى أن الازدحام في المحاكم وعدم الالتزام بالإجراءات الوقائية ومخالطة المحاميين لأشخاص كثر نظراً لطبيعة عملهم، هو السبب على الأرجح لتضررهم بالفيروس.
ونعت النقابة في دمشق حتى يوم الجمعة الماضية، 14 محامياً، توفوا نتيجة إصابتهم بالعدوى، أغلبهم مسجل في فرع دمشق، فيما الباقون يتوزعون على أكثر من محافظة سورية.
وسبق أن أعلنت نقابة المحاميين إيقاف العمل لجميع المنتسبين لها، بدءاً من يوم الأحد الماضي، حتى الـ10 من شهر أيلول/سبتمبر القادم، قابلة للزيادة، بينما أعلنت وزارة العدل في الحكومة السورية، إصابة عدد من قضاتها ومساعديهم، بالفيروس المستجد، وسط أنباء عن إصابة عدد آخر من محامي النيابة العامة.
أكثر من 1500 إصابة معلنة في سوريا
وفي حصيلة تشكك فيها أوساط شعبية وإعلامية، أعلنت الحكومة السورية حتى مساء يوم الثلاثاء، عن إصابة 1327 شخصاً بكورونا، شفي منها 385 وتوفيت 53 حالة.
وكما تجري العادة في إحصائيات وزارة الصحة الحكومية، فإنها لا تدرج عدد الإصابات بالفيروس في مناطق الإدارة الذاتية والمعارضة السورية، في خطوة وصفها متابعون للشأن السوري “بأن الحكومة تركت تلك المناطق لتواجه مصريها بنفسها”.
وأعلنت السلطات الصحية في مناطق الإدارة الذاتية (شمال شرق) عن إصابة 138 شخصاً بينهم 6 وفيات، بعد تسجيلها لـ19 إصابة جديدة، الثلاثاء.
وفي كل يوم تقريباً تعلن الإدارة عن إصابة أعداد جديدة بالفيروس، في وقت تعاني تلك المناطق من نقص في المواد الطبية والوقائية والمساعدات الإنسانية، نظراً لإغلاق معبر اليعربية/تل كوجر مع العراق، بقرار من مجلس الأمن، بعد ضغوطات روسية، واقتصار إدخال المساعدات الأممية على معبر واحد تسيطر عليه تركيا في إدلب.
وبحسب هيئة الصحة في الإدارة الذاتية فإن الحالات تتوزع على النحو التالي:
كورونا ينتشر في “الهول”
(إقليم الجزيرة 98 حالة) – (الشهباء 19 حالة) – (الرقة 9 حالات) (كوباني/عين العرب 4 حالات) – (دير الزور 8 حالات)، كما أعلنت تلك الجهات عن عدد من الإصابات في مخيم “الهول” الذي يؤوي أكثر من 70 ألف شخص من بينهم عوائل داعش، ما يهدد بانتشار الوباء أكثر في المخيم، خصوصاً بعد إصابة عدد من الكوادر الطبية في المخيم أيضاً.
أما مناطق سيطرة المعارضة، التي تبدو الحالة فيها أفضل من مناطق الحكومة والإدارة الذاتية، فقد أعلنت عن إصابة 47 حالة فقط، شفي منها 32، أي أن هناك 15 حالة نشطة، ولم تسجل وفيات بعد.
وتخشى أوساط شعبية من انتشار كبير للفيروس في تلك المناطق التي تفتقر لأي منظومة صحية، وغياب تام للسلطات المحلية في وضع إجراءات وقائية للحد من انتشار الوباء، بالتزامن مع استمرار المعارك على الأرض بين قوات الحكومة والمعارضة.
تقارير .. مليون إلى مليوني ونصف إصابة في سوريا
وذكر تقارير روسية أن أكثر من مليون إصابة مؤكدة توجد في سوريا، فيما قال قسم دراسة الأوبئة في وزارة الصحة الألمانية خلال بيان لها، أن العدد الفعلي للمصابين بالفيروس في سوريا وصل لأكثر من مليوني ونصف مصاب، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية، إذا لم يساعد العالم سوريا بمواجهة الوباء.
إعداد: ربى نجار