دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

مستقبل التواجد الأمريكي في شمال سوريا في ظل تأرجح سياستها واستراتيجياتها الخارجية

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – على مدى 50 سنة الماضية، لم تشهد الولايات المتحدة تأرجحاً في سياساتها الخارجية واستراتيجياتها المتبعة في منطقة الشرق الأوسط، وخصوصاً  في سوريا، فبعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب قواته من سوريا، عاد إليها وشدد على توسعها وانتشارها بشكل أكبر في شمال وشرق سوريا “لحماية آبار النفط”.

خسارة بوابة الشرق الأوسط.. وترامب نفذ وعده الانتخابي

مسؤول في البنتاغون، صرح لوسائل إعلامية أمريكية، أن العودة الأمريكية هي لأجل حماية حقول النفط من السقوط بيد داعش أو جهات أخرى، ولكن السبب الحقيقي يكمن في أن القوات الأمريكية وقياداتها الكبار حذروا ترامب من ان الانسحاب من سوريا يعني خسارة جزء كبير وبوابة الشرق الأوسط، نظراً لموقع سوريا الاستراتيجي الذي يربط القارات الثلاث (آسيا وأفريقيا وأوروبا) ببعضها.

وقال المسؤول، أن ترامب عمل ما وعد به انتخابياً، ولكن أعضاء الكونغرس الأمريكي والسيناتورات الجمهوريين والديمقراطيين، أجبروه على التراجع والبقاء في سوريا، كون الحرب ضد تنظيم داعش لم تنتهي أولاً، وروسيا والحكومة السورية عادت إلى تلك المناطق ثانياً، وهذا يمثل أن الباب أصبح مفتوحاً لإيران للعودة وزيادة نفوذها في تلك المنطقة المهمة للولايات المتحدة.

النواب الأمريكيين كانوا جاهزين لعزل ترامب.. والأخير وضع بلاده في موقف محرج

وأشاروا إلى أن أعضاء الكونغرس الأمريكي كانوا جاهزين لفعل أي شيء، حتى عزل الرئيس (وقد هددوه بذلك)، إذا لم يتراجع عن خطط الانسحاب، منوهاً ان الرقم الذي يقوله قادة الجيش الأمريكي لعدد جنودهم الباقين هو أكثر بكثير من الحقيقة، مشيراً إلى إمكانية دعم القوات المتواجدة على الأرض بجنود أكثر خلال الأيام الماضية.

وتقول أوساط سياسية أمريكية معارضة لترامب، أن الأخير وضع الولايات المتحدة في موقف صعب عالمياً، جراء سياساته المتأرجحة، وكذلك تبديل استراتيجياته التي يجلس الخبراء لرسمها طيلة أيام وأحياناً أسابيع وأشهر للعمل في منطقة ما، بتغريدة على تويتر أو باتصال هاتفي.

وتشير تلك الأوساط إلى أن، من شأن هذه المواقف المتذبذبة اتجاه الحلفاء الكرد على الأرض، أن تجعل الشك ينتاب باقي حلفاء الولايات المتحدة، وتفكيرهم ألف مرة قبل ابرام اتفاق أو معاهدة معها، خصوصاً في ظل تفكيرهم أن الولايات المتحدة لن يردعها شيء بالتخلي عنهم في أي لحظة أن رأت مصلحتها في جهة أخرى، وهذا أضر سمعة أمريكا كدولة عظمة على المستوى الدولي.

الأكراد شعروا بالخيانة.. وإعطاء قسد مصدر دخل

ويقول أحد الضباط الكبار في الجيش الأمريكي ، في هيئة الأركان الأدميرال وليام بيرن، بـ”أن الانسحاب من المناطق الحدودية مع تركيا، جعل حلفاءنا الأكراد يشعرون أن واشنطن خانتهم، ورغم ذلك استأنفوا تعاونهم مع القوات الأميركية في سبيل الحرب على داعش، وبدوره فإن البنتاغون يواصل تزويدهم بالأسلحة، وأشار المسؤول العسكري الأمريكي إلى أن الانسحاب لم يعد وارداً الآن، نحن مصممون على البقاء في المنطقة، وأن القوات الأميركية ستبقى في سوريا طالما كان ذلك ضرورياً.

وبخصوص إعلان ترامب أن بقاء قوات بلاده لأجل حماية النفط السوري وبقاءه لقوات قسد، قال بيرن، “لن أقول إن المهمة هي تأمين حقول النفط. المهمة هي إلحاق الهزيمة بداعش. تأمين حقول النفط مسألة تتبع لهذه المهمة، والهدف هو منع داعش من الاستفادة من حقول النفط”، وتابع “أن الهدف هو إعطاء الأكراد في المنطقة، وقوات قسد مصدرا للدخل وإمكان تشكيل قوة في حملتهم العسكرية ضد داعش”.

عودة أمريكية بالتزامن مع دخول روسي في شمال سوريا

وبحسب تقارير إعلامية أمريكية، فإن الجيش الأمريكي عاد إلى معظم قواعده التي انسحب منها بالتزامن مع بداية التدخل العسكري التركي كذلك بدأت في بناء قواعد جديدة قرب آبار النفط وفي مدينة القامشلي شمال سوريا.

وتشير التقارير إلى أن مهمة القوات الأمريكية ستكون أكبر من السابق في شمال سوريا، بالتزامن مع تواجد روسيا فيها، لذلك سيتم دعم القوات في سوريا بأسلحة ثقيلة واستراتيجية كإجراء احترازي لأي حادثة أو مواجهة قد تقع مع روسيا أو حلفاءها على الأرض.

 

إعداد: ربى نجار