دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

“مؤسسة العرين”.. ورقة جديدة بيد الرئيس السوري لتحييد رامي مخلوف واستئصاله من ملف دعم “قتلى وجرحى الجيش السوري”

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بعيداً عن قانون العقوبات الأمريكي “قيصر” وتأثيره على سوريا بشكل عام، يبدو أن الشغل الشاغل للحكومة والقيادة السورية، ليس تخفيف وطأة القانون على حياة المواطن السوري ومعيشته، بل الخلافات المستمرة بين الرئيس السوري بشار الأسد ورجل الأعمال رامي مخلوف.

استئصال مخلوف

وفي خطوة وصفها متابعون للشأن السوري “بأنها سحب البساط الإنساني من تحت رامي مخلوف واستئصاله من الملف الإنساني في سوريا”، أعلنت مؤسسة “العرين” الإنسانية في سوريا، البدء بتوزيع منح مالية لذوي قتلى قوات الحكومة السورية، إضافة إلى توزيع منح مالية على جرحى القوات الرديفة، حيث شملت المنح المذكورة، المدنيين الذين لديهم نسب عجز مختلفة جراء تعرضهم لإصابات في المعارك المستمرة منذ 10 سنوات.

وبحسب مصادر إعلامية، فإن مؤسسة “العرين” الخيرية، تعمل بشكل مباشر بإشراف الرئيس السوري بشار الأسد، وذلك في محاولة منه لسحب “البساط الإنساني” من تحت أقدام ابن خاله رامي مخلوف، والذي كان يدير مؤسسة “البستان” الخيرية التي دعمت جرحى وعوائل قتلى قوات الحكومة، وتأسست في عام 1999.

عمل سريع.. وكسب التأييد الشعبي

ومنذ تأسيسها، بدأت مؤسسة “العرين” بالعمل سريعاً لكسب التأييد داخل الفئة الشيعية التي ينحدر منها كل من الرئيس ورجل الأعمال، حيث ومنذ لحظة الإعلان عن تأسيس المؤسسة، عملت على تسجيل أسماء القتلى والمصابين من قوات الحكومة والمجموعات الرديفة لها في أكثر من محافظة سورية، طالبة معلومات عن الفئة المستهدفة بالمعونات التي كانت بدأت بتوزيع بعضها مباشرة.

وعلى حسابها على مواقع التواصل الاجتماعي، أعلنت “العرين” عن أن المنحة المالية ستوزع على المستفيدين، وذلك بتوجيهات مباشرة من الرئيس السوري، حيث شهدت الأسابيع الماضية، حرب معونات، بين الأسد ومخلوف.

وتأتي هذه الخطوات في سياق استمرار الخلافات بين الطرفين منذ نهاية شهر نيسان/أبريل الماضي، حيث كان مخلوف يركز دائماً في خطاباته على منصات التواصل الاجتماعي على “استمالة فئة من بيئة النظام إنسانياً”، من خلال معوناته عبر جمعيته “البستان” التي كشفت مصادر إعلامية بأنها أصبحت في عهدة السلطات السورية.

إسقاط ورقة الدعم الإنساني

تأسيس هذه المؤسسة من قبل الرئيس والإعلان عنها وبدء عملها بشكل سريع، يدل بحسب مراقبين  للأوضاع، بأن الأسد يريد استئصال مخلوف من البيئة الشعبية التي تمتع بها الأخير خلال السنوات السابقة، من حيث تقديم كافة أنواع الدعم لهم، وخاصة في المجال الإنساني.

وفي خطوة قال عنها محللون أنها ضربة قوية لمخلوف، سعت “البستان” إلى قطع علاقاتها مع مخلوف تماماً، وأعلنت ولائها للرئيس السوري، وأنها لن تعمل إلا تحت إشرافه وتوجيهاته.

وسبق أن أعلنت عقيلة الرئيس السوري “أسماء الأسد” عن تقديم منح مالية لجميع جرحى قوات الحكومة السورية، وذلك لإسقاط ورقة “الدعم الإنساني” من مخلوف الذي كان يتباهى بها خلال الفترة الماضية. ويشير متابعون أن الأطراف المذكورة تريد قطع وإنهاء أي دعم مالي إنساني مقدم من مخلوف لتلك الفئة الحاضنة “للنظام السوري”، تمهيداً لإزالته بشكل نهائي من المشهد السوري.

وذكرت تقارير إعلامية بأن “العرين” استولت على مكاتب “البستان” واتخذتها مقار لها، في أكثر من محافظة.

وتأتي هذه التطورات في ظل أزمة خانقة تعيشها سوريا والسوريين في ظل تطبيق “قيصر” ودخوله حيز التطبيق، وانهيار شبه تام للاقتصاد والليرة السورية.

محاصصة ثروة مخلوف

كما سبق أن كشفت مصادر إعلامية مقربة من الحكومة، بأن روسيا اقترحت على الطرفين إنهاء الصراع من خلال، محاصصة ثروة مخلوف الطائلة، حيث سيتم تقسيمها بنسبة الثلث بين الحكومة وروسيا ومخلوف، على أن يغادر الأخير سوريا بشكل نهائي بعد تطبيق الاقتراح.

إعداد: رشا إسماعيل