دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

صراعات الدول العظمى في المؤسسات الدولية تهدد بفقدان 11 مليون سوري للمساعدات الأممية

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) –  بينما يقبع أكثر من 80 بالمئة من الشعب السوري تحت خط الفقر، بحسب إحصائية أممية، والمعاناة الكبيرة التي سببتها العقوبات الاقتصادية الغربية؛ بسبب تعنت أطراف الصراع على السلطة في سوريا، ورفضهم الحل السياسي وتمسكهم بالعسكرة، أصبح السوريون اليوم أمام تهديد آخر “فقدان المساعدات الإنسانية.. والجوع”.

11 مليون سوري مهددون بفقدان المساعدات الإنسانية

وفي مجلس الأمن الدولي، وبينما السوريون تزداد أوضاعهم المعيشية والاقتصادية سوءً بمرور كل ساعة، لاتزال الأطراف الدولية مختلفة على آلية عمل موحدة لتمديد إيصال المساعدات الإنسانية إلى السوريين، في الوقت الذي يسعى كل حلف من هؤلاء إلى تمرير القانون الذي يخدم مصالحه وأهدافه السياسية وليس مساعدة الشعب السوري.

وإذا لم يتم الاتفاق على صيغة معينة، “وهو الإجراء الأقرب للواقع” بحسب محللين، فإن أكثر من 11 مليون سوري سيكونون بلا مساعدات أممية، وبالتالي إمكانية حدوث مجاعة في الوقت الذي حذرت منظمات دولية من أن السوريين يفتقدون للأمن الغذائي. كل ذلك يجري والدول الكبرى “التي تتغنى بمساعدة السوريين” منهمكة في مبارزاتها السياسية تحت قبة مجلس الأمن.

مشروع جديد.. هل سيواجه فيتو جديد ؟

وقدمت ألمانيا وبلجيكا مسودة قرار جديد لمجلس الأمن الدولي ينص على إبقاء المساعدات الإنسانية التي تقدّمها الأمم المتّحدة لسوريا عبر الحدود بلا تغيير تقريباً بعد إخفاق روسيا في تمرير مشروع مضاد لخفضها.

وسبق أن طرح البلدان مشروع قرار يقضي بتمديد آليّة إيصال المساعدات عبر الحدود إلى سوريا لمدّة عام واحد عبر نقطتي الدخول الحدوديتين في باب السلام وباب الهوى الخاضعتين للسيطرة التركية، دون التطرق لمعبر “اليعربية/تل كوجر” في شمال شرق سوريا، والرمثا على الحدود الأردنية.

ويتوقع أن يجري تصويت جديد على المحاولة الأوروبية الجديدة التي يمكن أن تعرقلها موسكو مجدداً، الجمعة، وهو اليوم ذاته الذي ينتهي فيه التفويض الأممي في هذه المهمة.

ضربة مدمرة للعائلات السورية.. من المسؤول ؟

منظمات أممية اعتبرت أن عدم الاتفاق على صيغة معينة من إيصال المساعدات لـ 11 مليون سوري “يشكل ضربة مدمرة للملايين من العائلات السورية التي تعتمد عليها للحصول على مياه الشرب والغذاء والخدمات الصحية والسكن”، مشيرةً إلى أن “روسيا وألمانيا وبلجيكا يتحملون مسؤولية ذلك”.

وعبرت أوساط دبلوماسية مقربة من مجلس الأمن، عن قلقها الكبير إزاء عدم تمديد آلية إيصال المساعدات، خصوصاً وأن تمرير المساعدات عبر نقطة وحيدة (باب الهوى) تسيطر عليها تركيا، سيكون له تداعيات على أكثر من 5 ملايين سوري في الشمال الشرقي سيفتقدون للمساعدات، وبالتالي مفاقمة معاناتهم.

مشددين على أن العقوبات الأمريكية الجديدة، أضرت كثيراً بالسوريين، وليس بالحكومة والمقربين منها، مشيرين إلى أن الأمور بالنسبة للشعب السوري يتجه للأسوأ، لافتين إلى أن تعنت الأطراف الدولية ضمن مجلس الأمن، من شأنه أن يعمق المأساة السورية، وقالوا “حسابات الدول العظمى ومن بينهم روسيا والولايات المتحدة تطغى على أي اعتبارات إنسانية”.

تمديد العمل بالمعابر التي تسيطر عليها تركيا فقط !

وينص المشروع الألماني البلجيكي الجديد، والذي سيناقش في جلسة الجمعة، الـ10 من الجاري، على تضمين تنازلاً واحداً هو خفض مدّة التمديد إلى 6 أشهر مع الإبقاء على المعبرين (باب الهوى وباب السلام) ويتغاضى (اليعربية/تل كوجر). بينما تتوقع أوساط سياسية مطلعة أن يقابل هذا القرار بالفيتو الروسي، على اعتبار أنه يجري دون التنسيق مع الحكومة السورية، في الوقت الذي ترفض فيه الدول الغربية التعامل مع الحكومة لأنها تأتي في إطار “منح الشرعية له من جديد”.

إعداد: ربى نجار