دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

داعش هزم في 2019.. ومخاوف من عودته بنسخة جديدة في 2020

أوغاريت بوست (مركز الاخبار) – لعل من أبرز الأحداث التي شهدها عام 2019، هو هزيمة تنظيم داعش الإرهابي في سوريا، وفقدانه لآخر المناطق التي كان يتحصن فيها، وإعلان النصر عليه في 23 من آذار/مارس 2019 من قبل قوات سوريا الديمقراطية، فيما تشير المعطيات بعد 9 أشهر من أن داعش بات يعود تدريجياً إلى الواجهة من جديد خاصة بعد التدخل العسكري التركي في شمال وشرق سوريا.

مقتل زعيم داعش “البغدادي”

كذلك من الأحداث المهمة، مقتل متزعم التنظيم “أبو بكر البغدادي” بعملية للقوات الأمريكية، في قرية “باريشا” وهي منطقة تقع في مثلث لتواجد نقاط المراقبة التركية، وتعتبر منطقة نشطة لاستخباراتها، الامر الذي أثار تساؤلات حول تواجده في هذه المنطقة.

ورغم كل التطورات التي حصلت، يتساءل مراقبون، هل حقاً أصبح داعش من الماضي، وان التنظيم إنهار بعد فقدانه للجغرافيا، ومقتل متزعمه؟.

وتشير المعطيات الميدانية لهجمات التنظيم على مواقع للقوات الحكومية السورية في بادية دير الزور، وسيطرته على مواقع جديدة (رغم التعتيم الإعلامي) بأن التنظيم قادر في أي لحظة، على العودة واحتلال مناطق من جديد، خاصة بعد التقارير الاستخباراتية التي حذرت من إسراع التنظيم لوتيرة عودته، حتى أنه لاقى مصدر تمويل لعملياته.

عمليات إرهابية.. ومتزعم جديد

وشهدت مناطق شمال وشرق سوريا أيضاً، خلال 2019، عمليات إرهابية قام بها التنظيم في المدن الرئيسية كالقامشلي والحسكة ومنبج والرقة ودير الزور، إضافة إلى نشاط خلاياه النائمة في هذه المناطق، ومحاولتهم الهجوم على مراكز الاحتجاز والمخيمات التي تأوي عناصر وعائلات للتنظيم، بعد دعوة أطلقها “البغدادي” قبل مقتله.

وبعد أيام من مقتل البغدادي، سمّى داعش زعيماً جديداً له تحت اسم “أبو إبراهيم الهاشمي القرشي”، في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، وقد يكون من المبكر الآن الحكم على “أبو إبراهيم”، نجاحاً أو فشلاً، كونه لم يتولَّ قيادة “داعش” سوى قبل أسابيع.

التحالف يقلل من شان خطورة داعش

ويقول العقيد “مايلز كاغينز”، الناطق باسم قوات التحالف ضد “داعش”، إن وجود هذا التنظيم بات اليوم محصوراً في مناطق جبلية أو صحراوية نائية في كل من العراق وسوريا، وفي تقديره، فإن “التمرد منخفض الوتيرة” لا يشكّل تهديداً يمكن مقارنته بذلك الذي مثّله التنظيم لدى صعوده الصاروخي في أواخر عام 2013 ومنتصف عام 2014، عندما تساقطت المدن السورية والعراقية في أيديه كأوراق الخريف، بدءاً بالرقة وانتهاء بالموصل، وكلتاهما تحوّلت لاحقاً إلى عاصمة فعلية “للدولة” التي أقامها “داعش”.

وبالرغم من تصريحات المسؤول في التحالف، لاتزال هناك مخاوف من عودة التنظيم بقوة في سوريا والعراق، فيما أشارت تقارير إعلامية عن إمكانية عودة التنظيم بنسخة أخرى نتيجة الأوضاع المستجدة في سوريا والعراق.

داعش بعد التدخل العسكري التركي في شمال سوريا والأزمة العراقية

ففي سوريا أدى التدخل العسكري إلى عودة بعض الجماعات التي كانت معروفة بمبايعة التنظيم في تل أبيض شمال الرقة، وكشف المرصد السوري لحقوق الإنسان سابقاً، عن هذه الجماعات وقالت انها خرجت من تل أبيض بعد تحريرها من داعش، وبعد خروج قسد عاد هؤلاء إلى المدنية.

كذلك هناك المئات من مقاتلي التنظيم السابقين يقاتلون إلى جانب القوات التركية، وقد ذكرت تقارير إعلامية أسمائهم والمناطق التي ينحدرون منها وحتى الفصائل التي قاتلوا معها.

أما في العراق، فقد أدت الأزمة السياسية في البلاد بتراجع وتيرة العمليات العسكرية ضد التنظيم، وأطلقت القوات العراقية قبل يومين المرحلة الثامنة من عملية “إرادة النصر” ضد خلايا تنظيم داعش في البلاد لملاحقتها والقضاء عليها، بعد تقارير استخباراتية كشفت عن نية التنظيم القيام بعمليات إرهابية بين حشود المتظاهرين.

فروع التنظيم خارج سوريا والعراق

ولا يشمل وجود التنظيم في العراق وسوريا فقط، بل له فروعاً في بلدان أخرى، كمصر والسودان والصومال وليبيا وغيرها، ومن المحتمل أن تؤدي الأزمات التي تعشيها بعض من هذه البلدان إلى عودة نشاط التنظيم واستغلاله للأوضاع لاسترجاع قوته، إضافة إلى احتمال إرسال مقاتلين إلى سوريا والعراق للمؤازرة والعودة من جديد.

ومع بداية 2020، بلا شك لايزال التنظيم يشكل خطراً كبيراً ليس على سوريا والعراق فحسب، بل على العالم أجمع.

 

إعداد: ربى نجار