أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – خلال إحاطته في مجلس الأمن الدولي عن الأوضاع في سوريا، تحدث المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون عن ملفات عدة تخص الأزمة السورية وسبل حلها سياسياً.
ملف المعتقلين .. لا تقدم يذكر
وفي بداية إحاطته، تحدث عن قضية المخطوفين والمفقودين، وقال أنه التقى بعائلاتهم، الذين “تركوا انطباعاً عميقاً” في نفسه، مشيراً إلى أن هذه القضية إنسانية وحقوقية تتطلب عملاً مستداما وهادفاً يتماشى مع القانون الدولي.
لافتاً إلى أن حله يمكن أن يبني ثقة كبيرة داخل المجتمع السوري، لكنه قال “أن التقدم في هذه القضية كان غير كاف وعدم إحراز أي تقدم في هذا الملف أمر مؤسف”، مناشداً جميع الأطراف السورية بإطلاق سراح كافة المعتقلين.
الانهيار الاقتصادي .. وباء كورونا
وأضاف بيدرسون، أن ملف المعتقلين السوريين ليس المعاناة الوحيدة، بل هناك مشكلة أخرى يعاني منها الشعب، وهي الانهيار الاقتصادي، وأشار إلى أن العملة الوطنية السورية استعادت بعضاً من قيمتها، لكنها لاتزال منخفضة، محذراً من “دوامة هبوطية جديدة وتضخم متفشي وارتفاع معدلات البطالة وإنعدام الأمن الغذائي ونقص الأدوية”.
كما تحدث بيدرسون عن زيادة أعداد الإصابات بفيروس كورونا، الأمر الذي أدى لتفاقم الأزمة الإنسانية والاقتصادية، مشيراً إلى إمكانية أن تكون الأعداد أكبر من المعلن عنها، كون الاختبارات لا تزال محدودة في مناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة، محذراً من أن الانتشار الجغرافي للفيروس في ازدياد، وشدد على ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا.
ودعا بيدرسون الأطراف الدولية للتنازل على العقوبات، لأنها تقوض قدرة البلد على ضمان الحصول على الغذاء والإمدادات الصحية الأساسية والدعم الطبي للاستجابة للوباء .
الحل السياسي .. استمرار التصعيد
ورأى بيدرسون أن السبيل الوحيد لإنهاء معاناة السوريين، هي خلال وقف إطلاق النار والحل السياسي بما يتوافق مع القرار الأممي 2254، ومحاربة الجماعات الإرهابية في سوريا المدرجة على قوائم الإرهاب، وأشار إلى أنه شاهد هدوءاً نسبياً في جميع أنحاء سوريا، لكن لا زالت العمليات العسكرية مستمرة، وهذا يدعو للقلق.
وذكر بيدرسون، حالة الفلتان الأمني وعمليات الاغتيال التي تحصل في درعا، وأضاف أن التوترات الجيوسياسية مستمرة في مناطق الجنوب الغربي السوري، وذلك بسبب الضربات الإسرائيلية على أهداف واسعة من سوريا.
أما عن مناطق “خفض التصعيد”، رأى بيدرسون أن الهدوء الذي أحدثته الجهود الروسية والتركية لايزال صامداً بشكل كبير، وأشار إلى أن هناك المزيد من التعاون بين الطرفين، بما في ذلك الدوريات التي تسير على M-4، ولفت إلى الهجوم الذي تعرضت له مدرعات روسية من قبل “متطرفين ومعارضين”، وأضاف، هناك “ارتفاع مفاجئ بالضربات الجوية الحكومية والروسية على المنطقة”.
شمال وشرق سوريا .. اللجنة الدستورية
وعن مناطق الإدارة الذاتية قال بيدرسون، “لا يزال شمال شرق سوريا مستقراً على نقاط واسع، لكنه يشهد بعض الحوادث، في رأس العين وتل أبيض، وغارات بطائرات مسيرة أسفرت عن قتلى في عين العرب والدرباسية وتعطل محطة مياه علوك”، مشيراَ إلى أن نشاط داعش لا يزال مصدر قلق، وخاصة بعد أعمال الشغب التي قام بها في الحسكة.
وعن اللجنة الدستورية، كشف بيدرسون أن الدورة الثالثة للجنة ستعقد في الـ24 من آب/أغسطس القادم، وأشار إلى أنه أكد على الرؤساء المشتركين للحكومة والمعارضة بأنهم سيبدؤون باجتماعات اللجنة في الوقت المذكور. وقال “نأمل أن نحصل على دعم اللاعبين الدوليين في ضمان نجاح هذه الجلسة والأطراف السورية”.
الحل السياسي 2254 الأممي
وأشاد بيدرسون بالحوار الروسي الأمريكي حول سوريا، وأكد على ضرورة إشراكهم في كيفية بناء دبلوماسية تدعم الحل السياسي في سوريا.
وفي ختام حديثه، أكد بيدرسون على دعم القرار 2254 الأممي من قبل كل الأطراف، لإنهاء معاناة الشعب السوري، والسماح لهم ببناء مستقبلهم، عبر إطلاق سراح المعتقلين والمخطوفين – وقف إطلاق النار على الصعيد الوطني – عودة اللاجئين – تسوية سياسية مبنية على دستور جديد وانتخابات حرة ونزيهة تحت إشراف الأمم المتحدة، ووحدة واستقلال الأراضي السورية وسلامتها.
إعداد وترجمة : ربى نجار