أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بالتزامن مع تصاعد حدة الخروقات “لهدنة إدلب” في “خفض التصعيد”، اجتمع أطراف مسار آستانا، وأكدوا مجدداً عبر بيانهم “الدفع بالسبل السياسية لحل الأزمة السورية، بما يضمن وحدة وسلامة الأراضي السورية”، بينما استقدمت القوات الحكومية تعزيزات عسكرية ضخمة لمحاور في ريف الحسكة الشمالي، تمهيداً لنشرها على محاور تل تمر و”زركان”.
الحصاد الميداني – منطقة خفض التصعيد
جددت القوات الحكومية السورية قصفها على محاور في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، حيث طال القصف مناطق كنصفرة وبينين والرويحة بجبل الزاوية.
بالتزامن مع ذلك جرت اشتباكات عنيفة بالرشاشات الثقيلة والمتوسطة، بين قوات الحكومة وفصائل المعارضة على محور ميزناز غرب حلب، بالتزامن مع استهداف محور الاشتباك بالمدفعية الثقيلة.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات الحكومية قصفت بعد منتصف ليل الثلاثاء – الأربعاء، أماكن في الرويحة وبينين وسرجة ضمن القطاع الجنوبي من الريف الإدلبي، دون معلومات عن خسائر بشرية، بالتزامن مع تحليق طائرات روسية بشكل مكثف في أجواء جبل الزاوية وريف إدلب الشرقي.
هذا واستعادت قوات المعارضة السيطرة على قرية الرويحة بشكل كامل بعد فقدان السيطرة على بعض كتل السكنية لصالح قوات الحكومة السورية فيها، وذلك بعد اشتباكات عنيفة اندلعت بينهم واستخدمت فيها كافة صنوف الأسلحة. ولا معلومات عن خسائر بشرية في صفوف طرفي الصراع.
وفي السياق أدخلت القوات التركية أكثر من 30 آلية وشاحنة على متنها أسلحة ثقيلة، من مدرعات تحمل منظومات دفاع جوي ومجنزرات، عبر معبر كفرلوسين الحدودي مع لواء اسكندرون شمال إدلب، واتجه الرتل إلى النقاط والقواعد العسكرية التركية في المنقطة.
وعمدت القوات التركية إلى إنشاء نقطة عسكرية جديدة هي الـ66 في “خفض التصعيد”، على أطراف بلدة “معارة النعسان” شرق إدلب بالقرب من الحدود الإدارية مع حلب، واستقدمت إليها آليات ومدرعات عسكرية وجنود ومواد لوجستية.
وفي وقت سابق من الأربعاء، استقدمت القوات التركية رتل عسكري يتألف من 15 آلية عبر معبر كفرلوسين الحدودي مع لواء اسكندرون، واتجهت نحو النقاط التركية في المنطقة، ويضم الرتل الجديد تعزيزات عسكرية ولوجستية.
وفي السياق سيرت القوات الروسية مع نظيرتها التركية دورية مشتركة على الطريق الدولي حلب اللاذقية المعروف باسم M-4، وهي الدورية الـ19 منذ اتفاق وقف إطلاق النار في إدلب، وانطلقت الدورية من قرية ترنبة كالمعتاد شرقي إدلب واتجهت نحو منطقة جسر الشغور غرب المحافظة.
مــحــافــظــة درعــا
خرجت مظاهرة من أبناء مدينة ردعا، في منطقة درعا البلد أمام “المسجد العمري”، وهتف المتظاهرون مطالبين بالكشف عن مصير المعتقلين في السجون الحكومية وإطلاق سراحهم.
إضافة إلى ذلك ذكرت وسائل إعلام سورية بأن روسيا طلبت من الحكومة السورية سحب جميع الأفرع الأمنية من محافظتي درعا والسويداء.
وحول ذلك قال فراس طلاس نجل وزير الدفاع السوري الأسبق أن روسيا أصدرت أوامر جديدة بضرورة إنهاء تواجد جميع الأفرع الأمنية في تلك المنطقة، مشيراً إلى أن روسيا منحت الحكومة شهراً لسحب جميع الأفرع الأمنية واستبدالها بقوات من الجيش والشرطة العسكرية والشرطة المدنية.
وعلى صعيد آخر اغتال مسلحون مجهولون عنصراً سابقاً في الفصائل المعارضة في بلدة “تل شهاب” غرب المحافظة، عبر إطلاق النار عليه، ما أدى لمقتله على الفور. يشار إلى ان العنصر سبق وأن خضع لعملية التسوية والمصالحة في المحافظة، كما اصيب خلال عملية الاغتيال شخص آخر بجروح خطيرة.
مــحــافــظــة حــلـــب
شهدت محاور قرية الياشلي بريف حلب الشرقي، اشتباكات عنيفة بين قوات مجلس منبج العسكري والفصائل الموالية لتركيا، ولم ترد بعد معلومات عن خسائر بشرية بين طرفي الصراع.
إضافة إلى ذلك جلبت القوات الروسية مواد هندسية إلى قاعدتها العسكرية في مطار صرين بريف مدينة عين العرب شمال حلب، وقال المرصد السوري أن 10 مدرعات روسية مع أجهزة اتصال ورادارين دخلوا إلى مدينة منبج وتوجهت إلى القاعدة الروسية في مطار صرين في ريف “كوباني” لتركيبها هناك.
وفي سياق الانتهاكات التي ترتكبها الفصائل الموالية لتركيا في عفرين، اغتصب عناصر من فصيل “السلطان مراد” الموالي لتركيا فتاة عفرينية، وذلك بعدما ذهبوا مع مختار قرية “كوتنلي” وتحدثوا مع والدها بقصد الزواج، حيث قابلهم بالرفض، في حين اختطف عناصر الفصيل الفتاة وقاموا باغتصابها وإرجاعها لبيت والدها.
مــحــافــظــة الــحــســكــة
انتشر أكثر من 400 عنصر للقوات الحكومية على محاور في ريفي تل تمر وأبوراسين في ريف الحسكة الشمالي، وتمركزت التعزيزات العسكرية في منطقة تل حرمل بريف “زركان”، وذلك تمهيداً لتوزيع تلك القوات على المحاور هناك، وسينتشر الجنود السوريون من قرية كسرى شمال أبو راسين وصولاً إلى تل تمر في ريف الحسكة.
دخلت نحو 20 شاحنة وعربة عسكرية أمريكية الأراضي السورية عبر معبر الوليد الحدودي مع إقليم كردستان العراق، وقال المرصد السوري، أن الرتل الأمريكي توجه إلى مدينة الشدادي في ريف الحسكة، ثم انطلق إلى قاعدة قسرك، وكان يضم أكثر من 19 آلية بينها 13 شاحنة تحمل موادا لوجستية وعسكرية و5 عربات مصفحة لحماية الرتل.
وقالت مصادر أهلية، أن القوات الأمريكية أنشأت مطاراً جديداً في منطقة اليعربية بريف الحسكة الشرقي، وذلك في المنطقة الواقعة بين قرية أم كهيف وصوامع حبوب تل علو على بعد 8 كم جنوبا بريف مدينة اليعربية، واستقدمت معدات عسكرية ولوجستية إلى المطار، كما رفعت سواتر ترابية وبنت ثكنات عسكرية، إضافة إلى تزفيت الطريق.
وفي السياق استقدمت القوات الأمريكية تعزيزات عسكرية لقاعدة التحالف الدولي في “تل بيدر” بريف الحسكة، وضمت 10 شاحنات وآليات حملت معدات عسكرية ولوجستية.
إضافة إلى ذلك تمركزت مدرعات أمريكية لاعتراض دورية للشرطة العسكرية الروسية على طريق معبر سيمالكا الحدودي مع إقليم كردستان العراق، حيث كانت الدورية الروسية في طريقها لمدينة المالكية لتتمركز عدة مدرعات أمريكية على طريق المعبر وتقطع الطريق أمام الدورية الروسية.
وذكر المرصد السوري أن أهالي قرية “ديرنا آغي” منعوا القوات الروسية من دخول قريتهم، ما اضطر الأخير لإنشاء نقطة عسكرية ضمن “خيمة” على أطراف القرية، بعد انتهائهم من تسيير دورية عسكرية على الشريط الحدودي مع تركيا.
مــحــافــظــة الــرقـــة
قصفت القوات التركية والفصائل الموالية لها مواقع في ريف تل أبيض شمال الرقة، وطال القصف قرية قزعلي وصوامع الحبوب بريف مدينة تل أبيض الغربي.
فيروس كورونا في سوريا
أعلنت وزارة الصحة السورية تسجيل 14 إصابة بفيروس كورونا المستجد لأشخاص مخالطين مايرفع عدد الإصابات المسجلة في سوريا إلى 293”، وأشارت الوزارة أيضاً خلال بيانها إلى شفاء 5 حالات جديدة من الإصابات المسجلة بالفيروس، ليرتفع عدد المتعافين من الفيروس إلى 110.
الــحــصــاد الــســيــاســي
جدد وزير الخارجية اليوناني، انتقاده لدور تركيا في أزمة الهجرة التي حلت على شواطئ أوروبا، وذلك خلال حديثه في مؤتمر المانحين لسوريا، وجددت اليونان على لسان وزير خارجيتها إلى تنفيذ قرارات مجلس الأمن حول سوريا للتوصل إلى تسوية سياسية دون تدخل أي دول أخرى كطرف ثالث لضمان وحدة سوريا وسيادتها الوطنية وسلامتها الإقليمية.
بدوره أعرب الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل عن الموقف من الانتخابات الرئاسية المقررة إجراؤها في سوريا عام 2021، وشدد على أنها يجب أن تجرى على أساس دستوري جديد بموجب القرار 2254، مطالباً الحكومة السورية بالالتزام بالانفتاح السياسي الحقيقي وتمثيل كافة فئات الشعب السوري فيها.
وفي السياق انتهى الاجتماع المغلق الذي عقده “ضامنو آستانا” بالتأكيد على “ضرورة الحل السياسي ووحدة الأراضي السورية”، حسب بيانهم، الذي شددوا فيه على “بذل الجهود لإيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا، والتزامها بوحدة واستقلال الأراضي السورية ورفض أي محاولات لبناء واقع جديد في سورية تحت ذريعة مكافحة الإرهاب”.
وعقد رؤساء روسيا وتركيا وإيران، اجتماعا بواسطة الفيديو، بصيغة “آستانا” لبحث آخر التطورات في الساحة السورية.
بدورها اتهمت الرئيسة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية، إلهام أحمد، تركيا، بقطع مياه نهر الفرات عن مناطق شمال وشرق سوريا ما يتسبب بكارثة إنسانية في المنطقة، ونشرت المسؤولة الكردية مقطع فيديو يصور حالة الجفاف التي وصلت إليها بعض تلك المناطق الواقعة شرقاً على ضفاف الفرات في سوريا.
وفي سياق آخر أكد المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري، إن الولايات المتحدة تتواصل أحياناً مع روسيا حول مسألة التسوية في سوريا، لكنها لا تعتبر “صيغة أستانا” فعالة، وقال “كثيراً ما نجري مناقشات مع روسيا بشأن السبل الممكنة لإنهاء الصراع، لكننا لا نتواصل مع (مجموعة أستانا) ككل.
أما مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسن، فقد أعلن أن لجنة مناقشة الدستور ستجتمع في جنيف نهاية آب/ أغسطس المقبل، معرباً عن أمله في أن تجتمع بشكل منتظم ودوري.
وحول مؤتمر المانحين لسوريا، اعتبرت الخارجية السورية المواقف الصادرة عن المؤتمر، استمرار الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأنظمة التابعة لهما “بسياساتهم العدائية تجاه سوريا”، وفي بيان للوزارة لفتت فيه إلى أن هذه الأنظمة “قدمت كافة أشكال الدعم للإرهاب، وسفكت دماء السوريين، ودمرت منجزاتهم، وتعيق إعادة الإعمار”.
وجمعت الأمم المتحدة مساعدات لسوريا بقيمة 7.7 مليار دولار، لتخفيف أثر الأزمة الإنسانية، وشددت الأطراف المشاركة على ضرورة أن تتم تسوية شاملة في سوريا على أساس القرار الأممي 2254، مشيرة إلى أن مساهمتهم في عملية إعادة الإعمار تتوقف على الحل السياسي في سوريا.
وفي غضون ذلك قال وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، أن الأوضاع الحالية في سوريا “تهدد أمن العراق الوطني”، خلال مشاركة الوزير العراقي في مؤتمر بروكسل للمانحين لسوريا، وأشار الحل الوحيد في سوريا هو الحل السياسي، للحفاظ على وحدة الأراضي السورية واستقلالها، ولفت إلى دعم العراق لعودة سوريا للمنظومة العربية.