دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

تصعيد عسكري غير مسبوق في إدلب .. وأطراف الصراع تفضل العسكرة

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بعد فشل الاجتماعات الأخيرة بين الوفدين الروسي والتركي في العاصمة التركية أنقرة الأسبوع الماضي حول إدلب، ورفض أنقرة طلباً روسياً بتخفيض عدد نقاطها في “خفض التصعيد”، وعدم قبول روسيا طلباً تركياً بتسليم مدينتين سوريتين “منبج وتل رفعت” لها، تصاعدت العمليات العسكرية بشكل ملحوظ في شمال غرب البلاد خلال الساعات الـ24 الماضية.

تصعيد عسكري .. وخلافات سياسية

المؤشرات والمعطيات على الأرض تشير إلى تصعيد جديد قد يكون الأعنف منذ أشهر في المنطقة، في ظل خلافات جديدة روسية تركية حول الملف الشائك بين الضامنين في مسار “آستانا” الذي لطالما كان السبب في توتر العلاقات بينهما، وسط استمرار الطرفين مع حلفائهما بالمنطقة بتحصين وتعزيز نقاطهم العسكرية تحسباً لأي حرب جديدة قد تندلع في أي وقت.

ومنذ اتفاق وقف إطلاق النار في آذار/مارس الماضي، بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أروغان، لم تشهد مدينة إدلب قصفاً جوياً مكثفاً، حيث غابت المقاتلات الروسية والحكومية السورية عن أجواء المدينة، وقلت طلعاتها بشكل كبير في أجواء الريف، لكن مع استمرار العمليات البرية.

22 غارة جوية في 60 دقيقة.. وقصف بري على نقطة مراقبة تركية

لكن شهدت مدينة إدلب صباح يوم الأحد، تحليقاً مكثفاً للطيران الروسي الحربي في أجواء المنطقة، حيث استهدفت خلال أقل من ساعة واحدة، بـ 22 غارة جوية طال محيط إدلب (المدينة) ومنطقة عرب سعيد ومحيط بلدة باتنتا شمال غرب إدلب، واللافت في الأمر أن تلك المناطق فيها قواعد ونقاط تمركز لهيئة تحرير الشام/جبهة النصرة.

وفي السياق الميداني أيضاً، قصفت قوات الحكومة السورية نقطة المراقبة التركية في منطقة “اشتبرق” غرب جسر الشغور، ما يؤكد أن الأمور الميدانية تتجه نحو التصعيد العسكري.

تركيا تهدد باجتياح حلب إذا تعرضت إدلب لهجوم

وسبق أن هدد “قائد الجيش الثاني في تركيا” الضابط سنان يايلا، باجتياح حلب في حال شن أي عملية عسكرية على إدلب مؤكداً أن قواته على أهبة الاستعداد، كذلك قال في تصريحات لاحقة أن القوات التركية دفعت بتعزيزات عسكرية نوعية إلى إدلب مع منظومات دفاعية ضد الطائرات الحربية وراجمات صواريخ. ما يدل على تمسك الأطراف بالعسكرة وتفضيلها على تنازلات جديدة.

سياسيون: روسيا لن تستطيع مهاجمة إدلب لطالما لتركيا قوة عسكرية كبيرة فيها

ويشدد محللون سياسيون على أن هذه الغارات الجوية التي طالت مناطق كانت بعيدة عن دائرة الحرب لشهور عدة، توضح مدى الخلاف بين موسكو وأنقرة حول إدلب، حيث تسعى روسيا لتخفيض التواجد العسكري التركي في المنطقة، لضمان سير أي عملية عسكرية بنجاح، دون أن تقدم أي تنازل للأتراك في منطقة أخرى، “كما جرت العادة”.

وأشاروا إلى أن الأتراك لن يقوموا بتخفيض تواجدهم العسكري في إدلب ومحيطها، لأن القوة العسكرية التركية تعتبر من الأسباب الرئيسية لعدم شن روسيا والحكومة السورية لعملية عسكرية شاملة في المحافظة، لافتين إلى أنه حتى لو وافق الأتراك على تسليم أي منطقة في محافظة إدلب “كجبل الزاوية” مثلاً (باعتبار أن الحديث يدور حولها حالياً) يجب أن يقابله تنازل روسي في منطقة أخرى، حيث وضعت تركيا شرطاً للسماح لروسيا بالسيطرة على جنوب إدلب، متمثلاً “بتسليم منبج وتل رفعت” لها.

الاستراتيجية الروسية في سوريا

وتقوم الاستراتيجية الروسية في سوريا، على إعادة كامل الأراضي إلى سيطرة الحكومة، بالرغم من أنها وافقت سابقاً على اجتياحات تركية وتسليم مناطق لها في الشمال مقابل سيطرة الحكومة على مناطق أخرى.

ولذلك يرجح متابعون للشأن السوري بأن موسكو لن توافق على اجتياحات تركية جديدة للمناطق السورية، خصوصاً وأن كل منطقة تدخلها تركيا، تعمل على تغيير التركيبة السكانية فيها وجعلها كمدينة أو منطقة تركية خالصة، وجلب عناصر الفصائل الموالية لها مع عائلاتهم لتوطينهم في منازل السكان المحليين كما حصل في عفرين ورأس العين وتل أبيض، وهذا ما لن تسمح به روسيا مجدداً.

إعداد: رشا إسماعيل