أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – “مخيم الهول” أسم أصبح يتردد من جديد في أروقة الدول الغربية، والذي يحتوي على عشرات الآلاف من عائلات تنظيم داعش الإرهابي، من بينهم عائلات من جنسيات أوروبية، ومع ورود تقارير تفيد بأن مخيم الهول أصبح “كمدرسة لنشر الفكر الداعشي”، بدأت أوروبا تدق ناقوس الخطر من جديد.
وأصدرت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا (الجهة المسؤولة عن أمن المخيم) العشرات من البيانات التي ناشدت فيها المجتمع الدولي بتقديم المساعدة لحل مشكلة “المخيم الأخطر على الأرض)، وسط تجاهل تام من قبل الدول الغربية.
وسبق أن حذرت تقارير استخباراتية غربية، بأن مخيم الهول أصبح بؤرة لنشر وتعليم الفكر الداعشي المتطرف، وأشارت تلك التقارير إلى أن “دورات شرعية” تقوم نساء داعش بافتتاحها ضمن المخيم “للأطفال” لنشر فكر التنظيم، مشددة على أن المخيم أصبح “كقنبلة موقوتة” يمكن أن تنفجر في أي لحظة.
تحذيرات ألمانية
وفي السياق ذكرت الخارجية الألمانية في رد على طلب إحاطة من الكتلة البرلمانية لحزب “اليسار” حول وضع المخيم، أن إيديولوجية تنظيم داعش وتطبيقها يُجرى تمريرها هناك، خاصة من قبل النسوة الأجنبيات للتنظيم، في مجموعات تعليمية منظمة للقُصّر.
وبحسب وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) “فأن مستوى التطرف بين الأطفال والمراهقين مرتفع، وأعمال العنف الفعلي واللفظي تزداد من هذه المجموعة”.
وأضافت الخارجية الألمانية، أن المستوى القيادي لداعش ينظر على ما يبدو إلى الأطفال والمراهقين في مخيمات اللاجئين والسجون على أنهم “الجيل القادم” للتنظيم.
وجاء في الرد، “أصبحت هجمات أنصار داعش أكثر عنفاً وهي تؤدي إلى عمليات قتل أكثر مما كانت عليه في 2019″، مشيرة إلى أن مخيمات اللاجئين مكتظة ووضع الإمدادات سيء (..) وأن التقديرات تشير إلى أن حوالي 80% من النساء اللاتي أتوا من الباغوز إلى الهول انضممن إلى شرطة داعش الأخلاقية”.
وذكرت الوزارة الألمانية نقلاً عن بيانات قوات سوريا الديمقراطية، بأنه يوجد حالياً “نحو 12 ألف عضو لتنظيم داعش في سجون تديرها قسد في شمال وشرق سوريا”.
بينما تقدر الإحصاءات الألمانية بأن عدد المواطنين الألمان الدواعش المحتجزين على خلفية انتمائهم لداعش أو منظمات إرهابية أخرى، بـ80 مواطنا – 30 رجلا و50 امرأة.
جهات ألمانية تلوح بضرورة الاعتراف “بالإدارة الذاتية”
وخلال تقرير الخارجية الألمانية، أكدت أن “قوات الأمن (الأسايش المسؤولة عن أمن المخيم) مثقلة بالأعباء المتمثلة في الحفاظ على الأمن الداخلي والنظام”.
بدورها قالت القيادية في لجنة الشؤون الداخلية بالبرلمان الألماني عن حزب “اليسار”، أولا يلبكه، “ليس من المعقول الاستمرار في رفض الاعتراف بالحكم الذاتي في شمال وشرق سوريا من ناحية، لكن من ناحية أخرى يُجرى تحميلها المسؤولية الكاملة عن ضمان المعايير الدولية في ظروف السجن”. وذلك في إشارة منها إلى ضرورة الاعتراف رسمياً “بالإدارة الذاتية”.
وقالت، “يتعين على الحكومة الألمانية، على الأقل، أن تتولى رعاية أطفال جهاديات داعش المنحدرات من ألمانيا مع أمهاتهم”، مضيفة أنه لا يوجد طريق آخر “للحيلولة دون كارثة إنسانية وجيل جديد من إرهابيي داعش”.
وشددت جهات سياسية ألمانية على ضرورة “الاعتراف بالإدارة الذاتية سياسياً”، للتعامل معها وفق القانون الدولي، كونها الجهة التي تعمل على الحفاظ على الأمن في مخيم الهول ومراكز الاحتجاز لعناصر داعش في شمال وشرق سوريا.
وجاء البيان الرسمي الألماني، بعد ساعات من إعلان السلطات التركية، تهريبها لداعشية من الجنسية المولدوفية مع أطفالها من مخيم الهول، الأمر الذي أدى لإطلاق تحذيرات من قبل الإدارة الذاتية “أن العالم مهدد بالخطر”.
إعداد: علي إبراهيم