دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

انتخابات تشريعية في سوريا في ظل غياب الملايين وإقبال ضعيف .. الحزب الحاكم يشدد قبضته على البرلمان

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بنسب قليلة اقتصرت على الموظفين والموالين للحكومة، توجه السوريون إلى صناديق الاقتراع لانتخاب أعضاء جدد لمجلس الشعب، وسط توقعات يبدو أنها حتمية، بفوز كاسح “للحزب الحاكم” والمقربون منه، في الوقت الذي اقصي فيه ملايين السوريين من الانتخابات.

السوريون غير مبالون

محللون سياسيون ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، قللوا من شأن الانتخابات، التي وصفوها “بأن من يأتي اسمه من الأفرع الأمنية والاستخباراتية سينجح (..) ليش لحتى نعذب حالنا ونروح ننتخب”. بينما أشار محللون سياسيون إلى أن هذه الانتخابات لا تعبر عن كامل إرادة الشعب السوري.

لافتين إلى أن النسبة العظمى من الشعب لم يشارك فيها، حتى هؤلاء الذين يكنون الولاء للحكومة، وغيرهم من الذين يسكنون في مناطق خارج عن نطاق سيطرتها.

بينما قال معارضون، أن هذه الانتخابات فاقدة للشرعية، والحكومة بذلك تبرهن أنها ليست مع الحل السياسي، ولا تلتزم بالمقررات الدولية.

وشارك في الانتخابات الرئيس السوري بشار الأسد وعقيلته أسماء الأخرس، في ظل عدم مشاركة الملايين من السوريين، وممن هم خارج البلاد، إضافة إلى عدم مشاركة كامل مناطق شمال شرق سوريا، بعد الإعلان عن أن الانتخابات لا تعنيهم.

وكان ملفتاً ظهور رئيس الوزراء السابق عماد خميس، وهو يدلي بصوته في أحد مراكز الانتخابية، ما ينفي شائعات اعتقاله بسبب عمليات اختلاس ووفاته.

إعلام الحكومة ركز على مناطق بذاتها

كما لاحظ متابعون أن وسائل الإعلام الحكومية ركزت بشكل كبير على مراكز الاقتراع ضمن المناطق التي سيطرت عليها الحكومة مؤخراً، كمناطق ريف إدلب والسويداء ودرعا وغيرها من مناطق ريف دمشق، إضافة لصور من محافظة الرقة التابعة للإدارة الذاتية والتي جرت الانتخابات فيها ضمن مناطق سيطرة الحكومة.

تحد للمقررات الدولية.. ومؤشر النزاهة 0 من 4

واعتبرت أوساط سياسية أن إجراء الانتخابات من قبل الحكومة في هذا الوقت، يعتبر كتحدٍ للمقررات الدولية وقرار 2254 وبيان جنيف 1، الذي يدعو إلى حل سياسي وهيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات من النظام والمعارضة، تضع دستوراً جديداً، وإجراء انتخابات تشريعية وتنفيذية كاملة.

ويعتبر معدل النزاهة والديمقراطية في الانتخابات التشريعية داخل سوريا صفرًا من أربعة، بحسب مؤشر الحريات العامة في العالم الخاص بمنظمة “فريدوم هاوس – Freedom House”.

ماذا عن معاناة السوريين ؟

وبينما تنهمك الحكومة في إجراء الانتخابات التي وصفها السوريون (موالاة – معارضة) “بالمسرحية”، حذرت منظمات إنسانية من مفاقمة الأزمة الانسانية في سوريا، وسط العقوبات الجديدة على السوريين، الذين لم يعد يهتمون بشيء سوى لقمة عيشهم، بعد أن قارب نسبتهم في مؤشر الشعوب التي تعيش تحت خط الفقر الـ 80 بالمئة.

صمت روسي !

وكان من اللافت سحب رجل الأعمال الدمشقي المعروف محمد حمشو ترشيحه قبيل الانتخابات بيومين، الخطوة التي قال عنها مراقبون أنها تأتي وفق رغبة روسية، التي صمت مسؤولوها الرسميون عن الانتخابات.

وأشارت اوساط مراقبة إلى أن موسكو قد تكون عملت بشكل هادئ وبعيداً عن الأضواء، لتحسين شكل هذه الانتخابات عبر سحب ترشيح عدد من الشخصيات المحسوبة على إيران.

ووفق التقديرات البعيدة عن الإعلام السوري، فإن نسبة المشاركة لم تتعدى 10 بالمئة، في الانتخابات التشريعية السورية.

إعداد: علي إبراهيم