دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

السوريون بلا مساعدات إنسانية بسبب خلافات بين الدول العظمى في مجلس الأمن.. وأزمة مجاعة تطرق الأبواب

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بسبب الخلافات بين الدول العظمى والدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، أصبح 11 مليون سوري منذ يوم الجمعة، بلا مساعدات إنسانية التي تقدمها الأمم المتحدة، بعد 6 أعوام من تبني مجلس الأمن لقرار إيصال مساعدات إنسانية عبر الحدود مع سوريا لملايين المحتاجين السوريين.

مجدداً.. فيتو مزدوج

وفي “فيتو” مزدوج جديد “كان متوقعاً” من قبل روسيا والصين، فشل مجلس الأمن الدولي، بتني قرار يمدد آلية إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا، في ظل الأزمة الاقتصادية والمعيشية الخانقة التي يعيشها السوريون، بالرغم من النداءات الدولية التي حثت الأطراف الدولية على عدم الانجرار وراء المصالح والأجندات السياسية على حساب الشعب السوري.

وقدمت كل من ألمانيا وبلجيكا، مشروع قرار معدل، ينص على تمديد إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا، عبر معبري “باب الهوى وباب السلام” التي تسيطر عليهما تركيا شمال غرب سوريا، واستثنى القرار معبري “اليعربية/تل كوجر” مع العراق في شمال شرق سوريا، والرمثا مع الأردن.

مشروع جديد يرفض

وكان المشروع الذي تقدمت به برلين وبروكسل، ينص على فتح المعبرين المذكورين أمام المساعدات الأممية لمدة 6 أشهر بدل سنة، ورفضته روسيا والصين بحجة “عدم التنسيق مع الحكومة السورية”.

وتعتبر الدول الأوروبية أن التعامل مع الحكومة السورية في إيصال المساعدات الأممية إلى البلاد شكل من أشكال” منح الشرعية” للحكومة، لذلك قررت أن تقدم المساعدات عبر معبري لا يخضعان لسيطرة الحكومة، مما أدى لفيتو مزدوج جديد من موسكو وبكين.

رفض المشروع الروسي بالأغلبية الساحقة

يشار إلى أن روسيا، كانت فشلت قبل أيام، في تمرير مشروع قرار في مجلس الأمن يرمي لخفض المساعدات الإنسانية التي تقدّمها الأمم المتّحدة لسوريا عبر الحدود، بعدما صوّتت غالبية الأعضاء ضدّ النصّ، حيث احتاجت موسكو لتمرير مشروع القرار لموافقة 9 على الأقلّ من أعضاء مجلس الأمن الـ15، بشرط عدم استخدام أي عضو دائم حق الفيتو ضدّه.

ولكن بنتيجة التصويت، أعلن الرئيس الدوري لمجلس الأمن السفير الألماني، كريستوف هيوسغن، أنّ مشروع القرار حصل على 4 أصوات فقط، مقابل 7 دول صوّتت ضدّه، بينما امتنعت الدول الأربع الباقية عن التصويت.

وكانت روسيا والصين صوتتا، الثلاثاء الماضي، ضد مشروع قرار في المجلس من تمديد موافقته لمدة عام على إدخال المساعدات الإنسانية عن طريق المعبرين بين تركيا وسوريا. ثم وضعت روسيا مقترحها الخاص الذي يتضمن فتح معبر واحد فقط منهما ولمدة 6 أشهر وتم رفضه أيضاً.

مجاعة تطرق الأبواب

وبالتالي حرمان 11 مليون سوري من المساعدات الإنسانية، التي شددت منظمات حقوقية وإنسانية أنها ضرورية ويجب أن تصل بالسرعة القصوى لكي لا نشهد مجاعة في البلاد المنهكة بسبب الحرب المستمرة، بينما كانت للدول العظمى في مجلس الأمن رأي آخر، حيث تسببت الخلافات فيما بينهم بحرمان السوريين الذين يعيش 80 بالمئة منهم تحت خط الفقر من المساعدات.

بدوره قال المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، ديفيد بيسلي، إنه من الأهمية بمكان معين مواصلة تدفق المساعدات عبر المعابر الحدودية، في الوقت الذي تكون فيه أعداد متزايدة من الناس “على شفا المجاعة”.

يذكر أن شحنات مساعدات الأمم المتحدة كانت توقفت من العراق في وقت مبكر من هذا العام، بعد أن استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) ضد قرار مجلس الأمن، الذي يسمح باستمرار الشحنات عبر تلك الحدود ويقلل عدد نقاط العبور لتسليم المساعدات من 4 إلى اثنتين فقط، من تركيا إلى الشمال الغربي. وأدى ذلك إلى قطع المساعدات الخارجية عن معظم الأراضي في شمال سوريا.

كورونا والعقوبات فاقما الأمن الغذائي للسوريين

كما أن فيروس كورونا المستجد إلى جانب العقوبات الاقتصادية الغربية المفروضة على سوريا وآخرها “قانون قيصر” قد ساهم إلى حد كبير في تدهور كبير في الأمن الغذائي في سوريا وانهيار الاقتصاد والليرة، وبات أغلب السوريين يعيشون تحت خط الفقر، ومهددين بمواجهة أزمة مجاعة حقيقية.

إعداد: علي إبراهيم