دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

الاتفاقات الروسية التركية في إدلب على المحك.. ومؤشرات على مواجهة مرتقبة في جنوب المحافظة

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – وسط استمرار تحشيد أطراف الصراع في “خفض التصعيد” عسكرياً، واستمرار دخول أرتال الأسلحة والعناصر إلى خطوط التماس بين القوات الحكومية والمعارضة السورية في مناطق ريف إدلب الجنوبي، يدور الحديث عن إمكانية سقوط وانتهاء الاتفاقات الثنائية بين أنقرة وموسكو بخصوص المنطقة.

ويشير متابعون للشأن السوري، أن روسيا استطاعت كسر شوكة تركيا في إدلب عبر تجميد ملفها، والقبول بالواقع الذي رسمته القوات الحكومية السورية في إدلب بدعم من روسيا، عبر السيطرة على مدن استراتيجية تعتبر من الخطوط الدفاعية الأكثر أهمية عن إدلب كـ “سراقب – معرة النعمان) وهذا ما كانت أنقرة ترفضه سابقاً.

تعزيزات عسكرية للطرفين

وبينما تواصل القوات الحكومية السورية تعزيز قواتها وقواعدها العسكرية التي أنشأتها مؤخراً في العمق الجنوبي لمحافظة إدلب، تستمر القوات التركية بإدخال عشرات الآليات العسكرية والجنود بشكل شبه يومي، حيث يكاد يصل تعداد القطع العسكرية التركية في إدلب لـ6 آلاف قطعة، منها دبابات ومدرعات ومدافع ورادارات ومنصات صواريخ، إضافة إلى أكثر من 10300 جندي، في مشهد يوحي بتحضير الطرفين لجولة جديدة من المعارك قد تكون أقوى من سابقاتها.

وتقول أوساط سياسية روسية، أن التوافق بين موسكو وأنقرة في إدلب لا يمكن وصفه بالمحوري، لأن الخلافات بين الطرفين كبيرة بالنسبة للمنطقة التي تراها تركيا ركيزة بقاءها في سوريا، بينما تنظر روسيا إليها على أنها الطريق لإعلان الانتصار في سوريا وإكمال المهمة، محذرين من أن العلاقات بين الطرفين تتجه إلى نفق مظلم بسبب عدم تنفيذ الاتفاقات بين الطرفين حتى الآن، والهدنة القائمة رغم دخولها لليوم الـ51 إلا أنها هشة كسابقاتها.

“عملية عسكرية” يراد منها تنفيذ تركيا لالتزاماتها

وفي ظل الحديث عن عملية عسكرية في مناطق جبل الزاوية وجسر الشغور، أشارت الأوساط السياسية الروسية، إلا أن ذلك قد يدفع بالرئيس التركي إلى الالتزام بتعهداته لبوتين حول اتفاق موسكو الأخير والاتفاقات السابقة، مشيرين إلى انزعاج روسي من استمرار إدخال أنقرة للقطع العسكرية إلى إدلب وتحويلها إلى مايشبه “قاعدة عسكرية ضخمة”.

مصادر إعلامية نقلت بدورها عن أخرى دبلوماسية، أن روسيا قررت مؤخراً تجميد اتفاق الهدنة في المحافظة السورية باعتبارها أهم مشكلة للعلاقات الروسية التركية، فيما لا تسعى أنقرة بالمقابل إلى حلّ هذه المشكلة بالكامل، والتي وصلت إلى مرحلة حرجة، من خلال تعزيز مواقعها على جبهة إدلب، في الوقت الذي كثفت فيه القوات الروسية من خطوات نقل الأسلحة إلى المنطقة.

بدورها رأت أوساط سياسية تركية، أن روسيا مستعدة للقيام بعملية عسكرية جديدة في منطقة الريف الجنوبي لإدلب، والمناطق التي تسعى روسيا السيطرة عليها مهمة للغاية من الناحية الجغرافية، وهي مطلة على الطريق الدولي حلب اللاذقية M-4، في إشارة إلى جبل الزاوية وجسر الشغور.

وأشارت إلى أن روسيا نقلت كميات كبيرة من الأسلحة الثقيلة إلى إدلب خلال الأيام الماضية وسبق ذلك وصول قوات خاصة من الفرقة الرابعة التابعة لشقيق الرئيس السوري (ماهر الأسد) إضافة إلى قوات من الفرقة “25 مهام خاصة” التابعة للنمر “اللواء سهيل حسن”، ولايمكن تفسير ذلك إلا بالتحضير لجولة معارك جديدة في تلك المناطق.

تحديات للعلاقة بين موسكو وأنقرة

وتواجه الاتفاقات التركية الروسية حول مناطق “خفض التصعيد”، تحدياً كبيراً يهدد بنسفها والعودة إلى الصراع في الميدان، بسبب رغبة روسيا بالتخلص من أبرز الفصائل المعارضة التي تعتمد عليها تركيا في القتال ضد القوات الحكومية وعلى رأسها “تحرير الشام/جبهة النصرة”، إضافة إلى السعي بتواجد عسكري على M-4، وهذا مالا يمكن لتركيا الموافقة عليه كون هذه الخطوات إذا نفذت تكون أنقرة قد سلمت شمال غرب سوريا لروسيا على طبق من ذهب.

إعداد: ربى نجار