دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

إدلب.. خلافات روسية تركية تزيد من التصعيد العسكري.. وتحذيرات أممية من حرب دول

أوغاريت بوست (مركز الاخبار) – في الوقت الذي سيطرت فيه القوات الحكومية السورية على مدينة سراقب الاستراتيجية في جنوب إدلب، وقيام تركيا بإنشاء نقاط مراقبة جديدة في محيط المدينة ووقوعها جميعها تحت الحصار، حذرت أوساط أممية من مواجهات عسكرية قد تتحول لحرب دول، مشددين على وجوب إنهاء هذه التصادمات العسكرية وعدم تحولها لحرب جديدة في سوريا.

بيدرسون يحذر من حرب بين دمشق وأنقرة

المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون، حذر من التصادمات العسكرية التي تشهدها إدلب بين القوات الحكومية السورية والتركية، وقال خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي حول سوريا، أن “هناك حاجة ملحة وعاجلة لوقف النار في إدلب”.

وشدد المبعوث الأممي على أنه “لا بد من وقف لإطلاق النار في إدلب ومن إيصال المساعدات للمدنيين”، مذكّراً بأن “إدلب ملاذ لمئات آلاف اللاجئين السوريين”، وتابع “أهيب بإيجاد حل للأعمال العدائية في إدلب”، إلا أنه استدرك قائلاً: “لا يوجد لدي حل سحري لإدلب”، معتبراً أن الخيار العسكري سيزيد الوضع سوءاً ولن يفضي لأي نتيجة.

وأعرب أيضاً بيدرسون عن قلقه من التصادمات العسكرية وسقوط قتلى من الطرفين، وأشار إلى أنه يجب التدخل لوقف الموجهات المباشرة بين تركيا وسوريا.

تركيا تطالب الحكومة السورية بالانسحاب من “خفض التصعيد”

وجددت تركيا الخميس، على لسان المتحدث باسم الرئاسة إبراهيم كالن، ضرورة انسحاب القوات الحكومية السورية من مناطق خفض التصعيد، في إشارة منه إلى المناطق المشمولة باتفاقي “آستانا وسوتشي”، خلال مهلة أقصاها نهاية الشهر الجاري.

وأشار المسؤول التركي إلى أنهم أبلغوا الجانب الروسي أن أي خطأ يقوم به “النظام السوري” سيدفع ثمنه باهظاً، وأكد مواصلة الجهود التركية لضمان بقاء أهالي إدلب في مناطقهم وعدم حدوث تدفُّق جديد للاجئين، لافتاً إلى إمكانية عقد اجتماع جديد لمسار “أستانا” حول سوريا خلال شهر آذار/ مارس المقبل.

لقاء بوتين وأردوغان حول سوريا

وكانت تركيا قد أعلنت الخميس، أن وفداً روسيا سيزور تركيا قريباً، لبحث الأوضاع في سوريا ووقف إطلاق النار في إدلب، وبحسب وسائل إعلامية فإن الطرفين أكدا على تنسيق الخطوات في إدلب لعدم التصادم العسكري بين القوات العسكرية المتواجدة على الأرض.

وأشارت تلك المصادر إلى إمكانية عقد لقاء قمة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان إذا لزم الأمر.

الدفاع السورية: سنرد على أي اعتداء من جانب تركيا

وكانت وزارة الدفاع السورية قد اعلنت في وقت سابق أن أي اعتداء عسكري تركي ضد قواتها العاملة في “خفض التصعيد” سيجابه برد قاس وعاجل، وأشارت إلى أن التصريحات التركية الأخيرة هي عدائية، وتواجد تركيا في سوريا “احتلال وغير قانوني”.

“اتفاق أضنة” تمسك تركي.. ورفض سوري

وتقول تركيا أن لها الحق في محاربة الإرهاب في سوريا على امتداد الحدود مع سوريا وبعمق 5 كيلومتر، وفق اتفاق أضنة الذي تم في 1998، فيما اعتبرت أوساط  سورية مسؤولة أن تصريحات تركيا حول “أضنة” أكاذيب وتضليل، وأن الاتفاق غير قانوني كون سوريا كانت مجبرة على توقيعه حينها لأن تركيا كانت على وشك القيام باجتياح واسع للأراضي السورية.

واشنطن تدعم أنقرة في إدلب وتهدد بفرض عقوبات على دمشق

الولايات المتحدة دعمت التحركات التركية في إدلب، وقالت أن لأنقرة الحق في الدفاع عن نفسها في إدلب، وهددت بفرض عقوبات قاسية على سوريا دعماً لتركيا في مواجهتها مع الحكومة السورية، مستغلة بذلك حسب محللين الخلاف الروسي التركي حول “خفض التصعيد”، وإعادة أنقرة للمحور الأمريكي.

خلافات روسية تركية

وبدا واضحاً خلال الفترة الماضية حجم الخلافات بين موسكو وأنقرة، خصوصاً مع اقتراب القوات الحكومية من مركز مدينة إدلب، وخشية تركيا من أن تتجه أنظار روسيا والحكومة السورية إلى المناطق الأخرى في الشمال السوري التي تسيطر عليها تركيا، بعد “فوز سريع” في إدلب.

وقالت أوساط مطلعة أن الخلافات الروسية التركية بدأت تزداد بعد التحركات الأحادية الجانب لكل طرف على الأرض في إدلب، مشيرين إلى ان التصريحات الرسمية لن تخفي من حقيقة الخلافات وحجمها وتأثيرها على سير المعارك في “خفض التصعيد”.

إعداد: ربى نجار